بعدما أعلن ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، أن بلاده ستكون من أوائل الدول التي ستنضم إلى “الناتو العربي” في حال تم تشكيله بين دول عربية والكيان الإسرائيلي، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أنه إلى الآن ما طُرح بخصوص تحالف عربي تشارك فيه “تل أبيب” لمواجهة إيران لم يسمع به الأردن ولم يطرح على المملكة.
وقال الصفدي خلال مقابلة أجراهت مع صحيفة “النهار العربي” اللبنانية أمس السبت: “لم يطرح علينا ناتو بمعنى ما قيل في الإعلام ولا يوجد حديث حول منظومة دفاعية إقليمية تكون إسرائيل جزءاً منها”.
وفي معرض تفسيره لتصريح الملك الأردني، قال الصفدي: “ما يقوله الأردن هو أننا نحتاج إلى العمل معاً بشكل أكثر كثافة وبشكل أكثر مؤسساتياً من أجل أن نواجه تحدياتنا المشتركة” لافتاً إلى أن “هناك معاهدة دفاع عربي مشترك تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي لكن هل هي موجودة عملياً؟ لا”.
وأضاف الصفدي، أن “ما طرح بخصوص تحالف عربي تشارك فيه “تل أبيب” لمواجهة إيران شيءٌ لم يسمع به الأردن ولم يطرح على المملكة ولسنا جزءاً منه، ولن يطرح في القمة التي من المقرر أن تجمع قادة 9 دول عربية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في مدينة جدة السعودية”، مؤكداً أن “كلنا نريد علاقات طيّبة مع إيران”.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قد قال سابقاً: “سأكون من أوائل من يدعمون تشكيل حلف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي”، دون أن يقدّم أي تفصيل حول هذا المشروع، حيث علّق حينها الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله خليفة الشايجي، على التصريح الأردني بقوله: “المشروع الذي أعلن عنه ملك الأردن لن يقدم أي قيمة مضافة”.
يشار إلى أنه منذ أن تم الإعلان عن جولة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، في الشرق الأوسط، في تموز الجاري، بدأ الحديث في وسائل الإعلام عن تسريبات تُفيد باحتمال أن يُعلن خلال جولة بايدن، عن تشكيل “ناتو عربي” كقوة عسكرية عربية مشتركة تضم الكيان الإسرائيلي، فيما أشارت بعض التحليلات إلى وجود ثغرات عديدة لهذا المشروع، حيث نشر موقع “ميدل إيست أون لاين” البريطاني حينها تقريراً حول هذا المشروع، جاء فيه: “هذا المشروع غير ناضج وغير عملي، فمن الناحية الاستراتيجية، لا يوجد أرضية مشتركة أو ثقة كافية تقوم عليها أي اتفاقية أمنية شاملة في الشرق الأوسط، فبالنسبة للعراق وقطر والكويت وعُمان، تعد إيران جزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية الأمنية الإقليمية ويجب إشراكها، أما على نطاق أوسع، فتختلف تصورات التهديد والتعريفات الأمنية بشكل كبير بين مختلف الدول العربية وإسرائيل، وعلى المستوى العملياتي، فإن الافتقار العميق إلى الثقة بين مختلف دول الشرق الأوسط -بما في ذلك تلك الموجودة في مجلس التعاون الخليجي- يعني أنه من المستحيل تحقيق تكامل ذي مغزى على مستوى الأدوات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وفي حين يفترض أن قمة العُلا وضعت نهاية للأزمة الخليجية، إلا أن الثقة بين المتنافسين لم تتعافَ بعد”.
وفي هذا الصدد، سبق أن نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مصرية، تأكيدها على أن مصر تعارض أي فكرة للمشاركة بتحالف عسكري ضد ايران، وبحسب التقرير، فإن مسؤولين سياسيين وعسكريين في مصر بعثوا رسائل تفيد بأن بلادهم تعارض أي تحالف عسكري ضد الجمهورية الإسلامية، ومؤخرا شددوا هذا بصورة متكررة في الاعلام المصري”.