أصبح حلم الشابة منى لبعل بمساعدة المكفوفين واقعاً مجسداً في إحدى زوايا المكتبة المركزية بمحافظة باتنة الجزائرية.
إذ أسست منى مشروع تطوعي يهدف إلى إنشاء أكبر محتوى سمعي متنوع لفائدة فاقدي البصر من خلال تسجيل العديد من الكتب كبرامج صوتية ووضعها تحت تصرفهم.
فمن خلال عملها التطوعي وبصفتها طالبة إعلام تصدت منى لتسجيل العديد من الإعلانات للنوادي الخيرية، فكانت هذه الخطوة بمثابة حافز للتفكير في استخدام موهبتها الصوتية لفائدة المكفوفين الذين شاركتهم آلامهم وأحلامهم من خلال احتكاكها اليومي بهم، لتطلق بعدها مشروعها الذي حمل اسم “كن عيني”، حيث عزمت على أن تكون العيون التي يبصر بها الضرير.
منى التي بدأت في تنفيذ المشروع بمفردها قبل تشرين الأول الماضي، باتت اليوم محاطة بأكثر من 200 متطوع، كلهم يعملون على تسجيل الكتب فكانت الحصيلة أكثر من 50 كتاباً رغم حداثة التجربة.
وأكدت منى أن المبادرة تهتم في مرحلتها الأولى بتسجيل الكتب التعليمية في جميع أطوارها: الإعدادي، والثانوي، والجامعي، على أن يكون المحتوى متنوعاً وثرياً وجديداً بين الكتب العلمية والأدبية والتثقيفية.
يذكر أن الجزائر تحصي نحو 200 ألف ضرير حسب أرقام المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين، ويواجه هؤلاء عدة تحديات على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية تصعب أكثر من ظروف معيشتهم اليومية، وتعقد عملية اندماجهم في النسيج الاجتماعي.