خاص|| أثر برس واقع كهربائي متردٍ تشهده محافظة حمص ربما الأسوأ مقارنةً بنفس الفترة خلال الأعوام الماضية وتحت وطأة برنامج تقنين غير واضح “20 دقيقة وصل كهرباء مقابل قطع لمدة تتجاوز الخمس ساعات ونصف” مع اختلاف مدة الوصل بين حي وآخر وبين الليل والنهار، أما الواقع في الريف فالوضع أسوأ من ذلك.
هذا الواقع جاء بعد وصول وتركيب معدات كهربائية قيل حينها إنها ستُحسن الواقع الكهربائي في المحافظة وتزيد من وثوقية الشبكة، وهنا لا بد أن نشير إلى تصريحٍ سابق لمدير عام شركة كهرباء حمص لـ “أثر برس”، والذي أكّد فيه تركيب كل المعدات التي وصلت إلى المحافظة، إلا أن تلك الوثوقية بين الشبكة والواقع شبه معدومة فلا يخلُ يوم من شكاوى عدة عن أعطال في الشبكة العامة أو المحولات واستمرار العطل لأيام حتى يتم إصلاحه.
تلك الشكاوى لا تقتصر على ما يَرد عبر “أثر برس” فصفحات التواصل الاجتماعي تضج بالمنشورات والتعليقات حول واقع الكهرباء في المدينة والريف.
و في رده على شكاوى السكان من تردي الواقع الكهربائي قال مدير عام شركة كهرباء حمص المهندس محمود حديد لـ”أثر برس”: الكمية المخصصة من الكهرباء لمحافظة حمص بحسب الواقع الفني للشبكة العامة في سوريا، مبيناً أنه وفق الكمية المخصصة للمحافظة أصبح برنامج التقنين نصف ساعة وصل مقابل خمس ساعات ونصف قطع، مشيراً إلى أنه عند انخفاض الكمية تنخفض مدة التغذية، لافتاً إلى أن المدة القصيرة لوصل الكهرباء شكّلت عبء وضغط كبير على الشبكة العامة ومراكز التحويل المغذية لمنازل المواطنين.
وبالنسبة للتجهيزات التي وصلت إلى محافظة حمص ولم يُلاحظ السكان تأثيرها الفعلي على الشبكة العامة، بيّن حديد أنه تم تركيبها بالكامل إضافة إلى تركيب كميات تم توريدها بعد القافلة الأولى، مشيراً إلى أن الكميات الواردة مكّنت من إعادة تأهيل عدد لا بأس به من مراكز التحويل وحسّنت من الواقع الفني لتلك المراكز والشبكات المرتبطة بها مثل مركز البخاري بحي المهاجرين ومركز تحويل كاسر سلامة في حي العباسية.
وحول القطع المتكرر أثناء مدة وصل الكهرباء، أوضح حديد أن ذلك يعود لأسباب عدة كالحماية الترددية أو الضغط على الشبكة أو عطل طارئ، مبيناً أن مراكز الطوارئ مستنفرة على مدار الساعة وكل ورشة تعمل على إصلاح عدد من الأعطال، مشيراً إلى أن الإصلاح يتم بحسب الأولوية وحجم العطل وواقع الشبكة إضافة إلى توافر المواد اللازمة لعملية الإصلاح.
يشار إلى أنه في ضوء التصريحات المتكررة عن العمل على تحسين التغذية الكهربائية والواقع الكهربائي، لم يكن ذلك الضوء موجود إلا في التصريحات التي لربما تحاول إعطاء بصيص أمل في عمق سواد واقع مكرر في كل عام، ويبقى الناس في انتظار ذلك البصيص أن يتحول يوماً ما من كلامٍ إلى تيار ينير منازلهم لساعات ويستطيعون استخدام الكهرباء بعقلانية.
أسامة ديوب – حمص