خاص || أثر برس حرم فيروس كورونا سكان دمشق من إحياء ما يطلق عليها “تكريزة” رمضان لهذا العام، فقد صادفت أزمة فيروس كورونا قبل شهر رمضان المبارك بالتزامن مع الإجراءات الحكومية والتي اقتضت بمنع التجمعات في الأماكن العامة.
“تكريزة” رمضان هي عادة دمشقية تقوم على ذهاب الأهل والأصحاب إلى المنتزهات الشعبية والبساتين في دمشق أو الربوة مثلاً وتحضير ما لذ وطاب لهم من مأكولات وحلويات، وتحديداً قبل بداية شهر رمضان أي في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
فبعد انتهاء الحرب وتأمين العصمة دمشق، عاد الدمشقيون لإحياء هذه المناسبة، لكن هذا العام جاء مختلفاً فأزمة الكورونا التي عصفت في البلاد حالت دون ذلك، هذا ما قاله خالد 35 عاماً لمراسل “أثر برس”.
بدورها قالت السيدة أم فراس، لمراسل “أثر برس” وهي من سكان منطقة ركن الدين في دمشق: “اعتدنا أن نقوم بتكريزة رمضان ومن خلالها نودع شهر شعبان ونستقبل شهر رمضان المبارك، تكون التكريزة في آخر ١٠ أيام من شهر شعبان، وليست بشكل يومي بل بالعشرة الأواخر يمكن أن تقوم الأسرة بالتكريزة، من خلال الذهاب إلى مطعم أو منتزه مثلا وتقوم بإحضار الطعام بالإضافة إلى الحلويات والفواكه والموالح، لكن هذا العام لم نستطع أن نذهب لأي مكان بسبب الكورونا واقتصرنا التكريزة على تواجد أفراد أسرتي زوجي وأولادي في المنزل”.
وتابعت أم فراس السيدة الستينية: “كما قمنا بتحضير عدة مأكولات لشهر رمضان ووضعناها في الثلاجة كالمعجنات بأنواعها والكبة والشيش برك واللحمة، وكوننا في أزمة كورونا لن أتمكن من دعوة أبنائي وعوائلهم إلى الإفطار لتزامن وقت الإفطار مع حظر التجوال، سأقوم بإرسال المأكولات إلى منازلهم”.
وأضافت: “كنت أحرص على أن أجلب المذياع الخاص بي مع كاسيت لأم كلثوم كي أستمتع وأنا أشاهد أبنائي وأحفادي وهم مجتمعين، لكن هذا العام استمعت لأم كلثوم في منزلي وحيدة فبعد وفاة زوجتي وسفر أولادي وزواج ابنتي لم أعد أحب أن أقوم بتكريزة رمضان.
بدورها الشابة سميحة تحدثت لـ”أثر برس” بأنها تقوم بتكريزة رمضان في منزل إحدى صديقاتها، فقبل الحرب كانت تذهب مع عائلتها إلى بساتين الغوطة الشرقية.
وفي نفس السياق قال محمد وهو طالب جامعي من حمص يقيم في دمشق لـ”أثر برس” لا أعرف ماهي تكريزة رمضان ولكن سمعت بعض أصدقائي في دمشق يتحدثون عنها وأرغب جداً أن أتواجد في السنة القادمة في دمشق لأحضر مع أصدقائي هذه التكريزة.
وقال سمير، شاب في الخامس والعشرين من عمره لـ”أثر بس”: “الكثير من أصدقائي وأبناء جيلي لا يعرفون التكريزة، فلم يبق سوى القليل من العوائل التي مازالت ورغم هذه الظروف تقوم بتكريزة رمضان”.
يشار إلى أنه لا يوجد أصل لغوي لكلمة تكريزة ولكن ذهب عدد من الباحثين والمؤخرين الإجماع على أن التكريزة فسحة وداع لما لذ وطاب قبل قدوم شهر رمضان، ورأى آخرون أن التكريزة هي رحلة تقضيها الأسرة خارج منزلها.
علي خزنة – دمشق