على وقع حديث الإدارة الأمريكية عن تمكنها من القضاء على “تنظيم داعش”، اعتبر الكولونيل الفرنسي فرنسوا ريجي ليغرييه قائد قوة المدفعية الفرنسية في العراق التي تدعم “قوات سورية الديمقراطية” في سوريا، أنه كان يمكن تحقيق النصر على تنظيم “داعش” بوقت أسرع وبدمار أقل.
وأكد الكولونيل ليغرييه في مقال نشره في صحيفة “ريفو ديفانس ناسيونال” وأثار استياء هيئة أركان الجيوش الفرنسية أنه “تم تحقيق النصر في آخر معركة ضد تنظيم داعش جرت بين أيلول وكانون الأول في جيب هجين بشرق سوريا، لكن ببطىء شديد وبكلفة باهظة جداً وبدمار كبير”.
ورأى أن “ألف مقاتل يملكون خبرة الحرب كانوا سيُكفون لتسوية مصير جيب هجين في أسابيع وتجنيب السكان أشهراً من الحرب”، كاشفاً عن أن الحملة “احتاجت لخمسة أشهر وسببت دماراً للقضاء على ألفي مسلح لا يملكون دعماً جوياً ولا وسائل حرب الكترونية ولا قوات خاصة ولا أقماراً اصطناعية”.
وقال الكولونيل الفرنسي: “خلال ستة أشهر، سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربعة كانت نتيجتها الرئيسية تدمير بنى تحتية من مستشفيات وطرق وجسور ومساكن”.
ويرى مراقبون بأن الولايات المتحدة التي تقود “التحالف الدولي” تقصدت تأخير عملياتها ضد تنظيم “داعش” في جيبه الأخير في شرق الفرات لأهداف سياسية أبرزها تأخير الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وعبرت هيئة أركان الجيوش الفرنسية عن اعتراضها على ما كتبه الكولونيل الذي ينهي مهمته في العراق في نهاية شباط في الشكل والمضمون، وقالت: “إنها ليست قضية حرية تعبير، بل مسألة واجب التحفظ والسرية المرتبط بالعمليات”.