رفض الكيان الإسرائيلي تنفيذ القرار الذي تبناه مجلس الأمن أمس الأربعاء والذي يدعو إلى “هدن وممرّات إنسانية” في قطاع غزة من أجل “إجلاء المرضى والأطفال والمحتجزين من قطاع غزة”.
ووفق ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فإن “الخارجية الإسرائيلية” رفضت فكرة السماح بـ”مدد توقف إنسانية ممتدة” في قطاع غزة التي دعا إليها قرار مجلس الأمن الدولي طالما أن حركة “حماس” تحتجز 239 رهينة.
وعن سبب تأخُّر صفقة تبادل الأسرى بين حماس والكيان الإسرائيلي، أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية بأن “خطوطاً إسرائيلية حمراء تسببت بتأخير صفقة تبادل المحتجزين مع حماس”.
وأوضحت الصحيفة أن الكيان الإسرائيلي “وضع هذه الخطوط الحمراء بعد انسحاب حماس من اتفاق كان يقضي بالإفراج عن 80 محتجزاً إسرائيلياً وخفّضت العدد إلى 50 فقط”، مشيرة إلى أن “إسرائيل تصر على إطلاق سراح فلسطينيات فقط من دون إطلاق سراح الأطفال”.
وتابعت “يديعوت أحرنوت” في تقريرها “أن حماس ترفض إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المسنين بعد أن عارضت إسرائيل إطلاق سراح رجال فلسطينيين مسنين”.
ويأتي رفض الكيان الإسرائيلي لفكرة “الهدن الإنسانية” بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي بأغلبية اثني عشر صوتاً قراراً يدعو إلى “هدن وممرّات إنسانية” في قطاع غزة من أجل “إجلاء المرضى والأطفال والمحتجزين من قطاع غزة”، في حين امتنع 3 أعضاء عن التصويت له وهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا.
وعلّق مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، على هذا القرار بقوله: “ندعو إلى هدنة إنسانية فورية طويلة تفضي إلى وقف للقتال”، مضيفاً “أود أن أسأل زملاءنا الأمريكيين، الذين رفضوا أي شيء قد يشير إلى ضرورة وقف الأعمال العدائية: هل هذا يعني أنكم تريدون أن تستمر الحرب في الشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى؟”.
وتساءل المندوب الروسي عن تطبيق بنود الاتفاق على أرض الواقع وقال: “من الذي سيقرّ الهدن الإنسانية؟ ومن سيراقبها ويشرف على التطبيق، ومن يتحمل عواقب عدم التطبيق؟”.
وتزامن تبني مجلس الأمن هذا القرار مع الاقتحام الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء لمجمع الشفاء الطبي، والذي خلّف عدداً من الضحايا بين المدنيين المقيمين في المجمع، وذلك بذريعة وجود مقاتلين من حركة “حماس” فيه، في حين أكدت تقارير عبرية بعد ساعات من الاقتحام أن بعد “الدعاية الإسرائيلية الكبيرة” عن مستشفى الشفاء هناك خيبة في “الجمهور الإسرائيلي” مشيرة إلى أن حركة حماس موجودة وتطلق الصواريخ وقيادتها لا تزال متماسكة.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية اليوم الخميس بمقتل اثنين من جيش الاحتلال الإسرائيلي برتبة نقيب، في معارك شمال قطاع غزة أمس، مؤكدة أنه عدد القتلى “الإسرائيليين” منذ بداية الهجوم البري على قطاع غزة وصل إلى 50 قتيلاً.
يشار إلى أن الكيان الإسرائيلي يستمر بغاراته واعتداءاته على قطاع غزة، وفي آخر إحصائية للصحة الفلسطينية فإن عدد الضحايا المدنيين وصل إلى 11500 شهيد.