انتقدت السياسة البريطانية خطة تعامل واشنطن بجميع مناطق الشرق الأوسط، وصرحت أنها لم تعد واثقة بإدارة البيت الأبيض الجديدة، ولم يعد بإمكانها تسليم زمام العلاقات لأميركا كونها لم تحقق إلى الآن الأهداف المرجوة من تدخلهم في المنطقة.
حيث قالت لجنة من المشرعين في تقرير لها: “لم تعد تستطيع بريطانيا الاعتماد على زعامة الولايات المتحدة بشأن السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط، وإن على واشنطن العمل عن كثب مع أوروبا لضمان الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران فضلاً عن سياسات أخرى”.
وانتقد التقرير وصف “دونالد ترامب” خلال حملته للرئاسة الأمريكية بأن “الاتفاق النووي مع إيران أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه”.
وأضاف: “إن الإدارة الأمريكية الجديدة من الممكن أن تزعزع استقرار المنطقة، خصوصاً أن الرئيس الأمريكي اتخذ مواقف غير بناءه، وقد تؤدي إلى تصعيد الصراع.”
كما نشرت صحيفة “الديلي تيلغراف” البريطانية مقابلة صحفية مع رئيس الوزراء البريطاني السابق “توني بلير” يصف فيها ما جرى في سوريا بأنه وصمة عار في السياسية الخارجية الغربية، ويقول إن الغرب أخطأ في فهم الشرق الأوسط.
وأضاف بلير: “من وجهة نظري كان بإمكاننا تحقيق أهدافنا في سوريا وليبيا من خلال عملية انتقالية متفق عليها، لكن ما فعلناه في سوريا هي أننا أصررنا على رحيل الأسد ولكن لم نجعله يرحل لاحقاً، فأخذا البلاد إلى حرب كبيرة، دخلت فيها دول كبرى حيث جاء الروس والإيرانيون والأتراك.
وبالنتيجة إن ما حدث في سوريا من وجهة نظري وصمة عار في السياسة الخارجية الغربية”.
لا شك أن تصريحات “توني بلير” هذه وضعت على الطاولة وبشكل علني الهدف الحقيقي من تواجد القوات الأميركية في سوريا، حيث أكدت أنها لم تأت للقضاء على “داعش” بل لزرع نفوذ لها في أهم المناطق السورية حيث تمركز الثروتين النفطية والمائية، مما أجبر القوات الروسية على اتباعها لتخدم أطماعها من الحرب السورية.