أثر برس

“كيف سنتمسّك بأرضنا”.. مزارعو التبغ في الساحل السوري غير راضين عن تسعيرته

by Athr Press G

خاص|| أثر برس توسّم مزارعو التبغ في الساحل السوري خيراً عندما تناهى إلى أسماعهم، قبل مدة، أن الحكومة سترفع أسعار شراء التبغ، لكن بعد صدور التسعيرة الجديدة التي وافقت عليها رئاسة مجلس الوزراء والتي حددت سعر الصنف الأول بـ 34 ألف ل.س، تبددت آمالهم، إذ إن التسعيرة التي لا تحاكي تكاليف الإنتاج التي تصل إلى 47 ألف ل.س من جهة، ولا سعر الكيلو الذي يباع في الأسواق بـ 200 ألف ل.س من جهة أخرى.

على طول الساحل السوري حيث تتركّز زراعة التبغ، لسان حال المزارعين يشكو الأسعار الجديدة ويصفها بالجائرة التي لا تنصف المزارع، وإنما تعيد سيناريو عدم التكافؤ بين تكاليف الإنتاج والجهد المبذول، وبين الأسعار التي لا تزال تغرد خارج سرب تطلعات المزارعين.

تبغ طرطوس:

تساءل مزارعو تبغ من طرطوس عبر “أثر”: “كيف يتمسّك المزارع بأرضه وزراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية كالتبغ والحمضيات، إذا خرج من المحصول خاسراً أو في أحسن الأحوال “راس براس” ثم يلقون باللوم على المزارعين الذين يتوجهون إلى زراعة الفواكه الاستوائية ويحذرون من غياب الزراعات الأساسية وارتفاع أسعارها في السوق، أليس الأجدى بهم أن يدعموا المزارعين بتأمين مستلزمات الإنتاج، ودفع الأسعار المنصفة التي تحقق هامش ربح مقبول للمزارع الذي يبذل جهداً وتعباً طيلة العام للوصول إلى مرحلة الإنتاج”.

وحول ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وصعوبة تأمينها، دلّل المزارعون بالأسمدة باهظة الثمن، والأدوية، والسقاية مرتين، وما يتطلبه ذلك من شراء المياه لصعوبة تأمين مياه الري، حيث يبلغ سعر 20 برميلاً (مقطورة) 400 ألف ل.س، وكل دونم يحتاج إلى ثلاث مقطورات مياه.

وأشار المزارعون إلى الفرق الشاسع بين التسعيرة الجديدة وبين تكلفة الإنتاج من جهة، وأسعار السوق من جهة أخرى، لافتين إلى أن تكلفة إنتاج كيلو صنف “شك البنت” على سبيل المثال تصل إلى 47 ألف ل.س، فيما يباع في السوق بين 150-200 ألف ل.س.

وأوضح المزارعون أنهم توسّموا خيراً بارتفاع مجز في أسعار الشراء بعد صدور المرسوم الذي يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار في زراعة التبغ، لكن الأسعار جاءت مخيبة للآمال، مطالبين بإعادة النظر فيها.

رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش، أكد في حديثه لـ”اثر” أن الأسعار التي وافقت عليها رئاسة مجلس الوزراء لشراء التبغ غير عادلة بالنسبة للمزارعين، قياساً بارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة والجهد المبذول من جهة ثانية.

وأشار علوش إلى أن سعر الصنف الأول، حسب التسعيرة، 32 ألف ل.س في الوقت الذي يباع فيه في السوق بين 100-200 ألف ل.س، موضحاً أنه تم رفع مذكرة من قبل اتحاد الفلاحين اقترح فيها أن تكون تسعيرة الصنف الأول 45 ل.س، لكن لم تتم الموافقة عليها.

وأضاف: رغم تسعير الصنف الأول بـ 34 ألف ل.س، إلا أن الفلاح عندما يسلّم محصوله للمؤسسة العامة للتبغ فإنه يتعرّض للخسارة، مدللاً بأن المزارع عندما يسلّم محصول يزن 100 كيلو على سبيل المثال فإن اللجنة تصنف 25 كغ صنف أول، وبقية المحصول صنف ثاني وثالث، وعندما يستلم فاتورته فأن المعدل الوسطي للكيلو 20 ألف ل.س، وعليه فإن المزارع خاسر، لافتاً على سبيل المثال بتكلفة إنتاج كيلو “شك البنت” التي تصل إلى 47 ألف ل.س.

وبحسب علوش، تبلغ المساحات المزروعة بالتبغ على مستوى محافظة طرطوس 3400 هكتار، وتعد زراعة التبغ مصدر رزق للكثير من العائلات التي تسكن المناطق الجبلية.

تبغ اللاذقية:

إلى اللاذقية، وتحديداً منطقة الحفة التي تشتهر بإنتاج صنف “البصمة”، أكد رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة الحفة رفيق مرقبي لـ”أثر” أن تسعيرة محصول التبغ صنف “البصمة” لا تتناسب مع السعر الحقيقي للكيلو ولا تغطي سوى جزء قليل جداً من التكلفة المادية التي يتكبدها المزارع، ناهيك عن التعب الجسدي المبذول منذ بداية زراعة البذار في “المساكب” وحتى موسم البيع بزمن يقدر بين 9-10 أشهر منذ بداية شباط  ولغاية أيلول.

وبيّن مرقبي أن تكلفة زراعة كيلو التبغ تصل إلى 50 ألف ل.س، مشيراً إلى أن زراعة صنف “البصمة” تعتبر من أكثر الأصناف التي تتطلب مجهوداً ووقتاً كبيرين إذ يختلف عن الأصناف الأخرى بسبب صغر أوراق شتلة التبغ، بالإضافة إلى أنه من أكثر الأصناف التي تحتاج إلى عناية وجهد من المزارعين.

وبحسب مرقبي، يقدّر عدد المزارعين في منطقة الحفة لصنف البصمة بنحو 500 مزارع موزعين في قرى: عرامو، صلنفة، بقرية، تلا، مبيناً أنه تم عقد عدة اجتماعات مع المعنيين خلال الأشهر الماضية لرفع سعر شراء صنف البصمة والذي يعتبر الصنف الأكثر زراعة في منطقة الحفة.

تجدر الإشارة إلى أن اختلاف أصناف محصول التبغ في المناطق الزراعية يعود لاختلاف الظروف الجوية والبيئية حيث يزرع في المناطق الساحلية هي ثلاثة أصناف: “برلي، فرنجينيا، تنبك”، أما في المناطق الجبلية فتزرع أصناف “البصمة – البلدي”، ويشتهر ريف اللاذقية بزراعة التبغ وهي من الزراعات الرئيسية من حيث المردود الاقتصادي وتوفير فرص العمل كما أنها مصدر دخل للكثير من العائلات الريفية.

يذكر أن مجلس الوزراء حدد أسعار التبغ كالتالي: تنباك (درجة إكسترا) 26 ألف ل.س، برلي (درجة ممتاز) بـ 25 ألف ل.س، فرجينيا (درجة ممتاز) بـ 26 ألف ل.س، بصما (درجة ممتاز) بـ 34 ألف ل.س، بريليب (درجة ممتاز) بـ 30 ألف ل.س، شك البنت (درجة إكسترا) بـ 29 ألف ل.س، كاتريني (درجة ممتاز)  بـ 30 ألف ل.س.

اقرأ أيضاً