الاجتماع الثلاثي الذي عقد يوم الاثنين الفائت بين وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب، ورئيسي الأركان العراقي الفريق أول عثمان الغانمي، والإيراني اللواء محمد باقري، والمؤتمر الذي تلاه كان له وقع كبير كونه تضمن تصريحات حساسة بالنسبة لعدة ملفات جوهرية حول سورية أبرزها ملف الأكراد والوجود الأمريكي في سورية ومصير شرق الفرات وإدلب، كما أن الفريق أول الغانمي أعلن عن إعادة فتح المعابر بين سورية والعرق قريباً.
المعابر عند الحدود السورية-العراقية لها أهمية استراتيجية بالنسبة لأمريكا التي لا تريد أن يتم فتح الطريق براً بين إيران وسورية عبر العراق، حيث قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية:
“إعادة فتح الحدود العراقية مع سورية يُعدّ فشلاً للمحاولات الأمريكية في عزل إيران من خلال العقوبات الاقتصادية بعدما عارضت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة خطط تهدف إلى إقامة ممر بري يمر عبر العراق إلى سورية، حيث تخشى من أن يكون هذا الممر البري عاملاً مساعداً لأعداءها في المنطقة.. إعادة فتح الحدود العراقية مع سورية ستساعد في تسهيل النقل البري إلى دمشق، ما يفتح المزيد من الفرص أمام طهران لتخفيف الأضرار الاقتصادية التي لحقت بها جراء العقوبات الأمريكية”.
في حين جاء في “رأي اليوم” اللندنية:
“تأكيدات الفريق أول عثمان الغانمي بقرب فتح الحدود العراقية السورية، يشير إلى أن الاجتماع الثلاثيّ كان لوضع خطة حرب لاستعادة هذه المناطق بالقوّة بمشاركة جيوش الدّول الثّلاث، الأمر الذي قد يؤدّي إلى حدوث صدام مع القوّات الأمريكيّة، جزئياً أو كلياً، خاصة أن قوات سوريا الديمقراطية ما زالت تراهن على الحماية الأمريكية وتعطيها الأولوية”.
وأشارت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى “القلق الإسرائيلي” من هذه التصريحات، فورد فيها:
“تشي أجواء المشاورات الثلاثية بانطلاق الإعداد لمرحلة مختلفة من الصراع، يكون فيها الإمساك بالحدود العراقية -السورية، والسيطرة على المعابر بين البلدين، هو المهمة الأساسية، مع ما يعنيه الأمر من تحدٍّ للأميركيين الموجودين في التنف، عند نقطة التقاء الحدود الأردنية مع السورية والعراقية، بالإضافة إلى شرقيّ الفرات حيث تنتشر القواعد الأميركية بالتعاون مع القوات الكردية، كذلك، يحضر هنا العنصر الإسرائيلي إذ يعد الإمساك بالحدود، وفتح المعابر، ووصل الدول الثلاث بعضها ببعض لتصبح طريق طهران ــ بيروت سالكة براً، {مسألة أمن قومي} بالنسبة إلى إسرائيل”.
كما أعلن اليوم مصدر ديبلوماسي عراقي أنه من المرجح أن يتم افتتاح معبر القائم-البوكمال في نيسان المقبل، ما يشير إلى جدية القرار الذي تحدث عنه الفريق أول الغانمي بتصريحه عن فتح المعابر، التي لطالما سعت أمريكا للحيلولة دون فتحها لما تحققه من أهمية استراتيجية واقتصادية لكل من إيران وسورية والعراق، كما أن هذا القرار يشير إلى الدخول لمرحلة جديدة من الحرب على سورية، يتضح فيها أن كل من الدولة السورية وحلفاءها مقبلون على خطوات جديدة تستعيد سورية من خلالها كافة أراضيها وتحافظ فيها على وحدة أراضيها وشعبها.