ترتفع حدة التوتر الأمريكي-الروسي بشكل ملحوظ قبل أيام من عقد القمة الروسية-الأمريكية المفترض عقدها في 16 حزيران الجاري، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن أمس الاثنين عن انسحابه من اتفاقية “السماء المفتوحة” الموقعة مع واشنطن، ونظيره الأمريكي جو بايدن، صرّح بأن “القمة لن تكون مكافأة لروسيا” وأمام هذا التوتر وكثرة القضايا المتعلقة بالطرفين “الروسي والأمريكي” ينشغل المحللون في الصحف العربية والأجنبية بطرح توقعاتهم حول الملفات التي ستكون على جدول أعمال هذه القمة.
ومن جملة القضايا التي تحدث عنها المحللين هي الملف السوري، كونه يمثل أحد الملفات التي تشهد خلافاً أمريكياً-روسياً، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية رأي حول نظرة بايدن إلى الملف السوري جاء فيه:
“جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن: لانعتقد أن إدارة بايدن ستعاقب الحكومات العربية لقبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. ولكن بايدن لن يرفع العقوبات بموجب قانون قيصر، ولن يسمح بالاستثمار في سوريا. ولكن واشنطن استسلمت بالفعل لحقيقة أنه لا توجد طرق قابلة للتطبيق للإطاحة بالدولة السورية”.
ورجّحت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن تكون سوريا على جدول أعمال القمة المشتركة، حيث نشرت:
“من المرجح أن تكون سوريا على جدول الأعمال، حيث سيتم إدراجها ضمن قضايا مثل الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الأمريكية، وحقوق الإنسان، والحشد العسكري الروسي في أوكرانيا، والعقوبات الأمريكية على روسيا، وحتى مصير المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وإذا أثار بايدن مسألة سوريا مع بوتين فمن المرجح أن يبدأ بالسعي لإعادة ترخيص معبر باب الهوى، وقد ترغب روسيا التي امتنعت عن التصويت على المعبر العام الماضي في شيء مقابل السماح بإعادة المصادقة على المعبر”.
أما صحيفة “الخليج” فكان لها رأي مختلف، حول أولوية الملفات التي ستدرج على جدول أعمال القمة الروسية-الأمريكية، حيث نشرت:
“على الرغم من تأكيد الكرملين أن الرئيسين سيناقشان العلاقات الثنائية والاستقرار الاستراتيجي وتسوية النزاعات الإقليمية والتعاون في مكافحة جائحة فيروس كورونا، فإن قضية تسوية النزاعات الإقليمية قد لا تكون الملف الأهم لمجموعة أسباب أهمها أن تنازل كل طرف عن مواقعه التي يجد نفسه فيها على المسرح العالمي، لن يكون ممكناً إن لم يكن مستحيلاً في الوقت الراهن، نظراً لما تفرضه منافسة دول أخرى مثل الصين، من أمر واقع قد يجعل من تزحزح واشنطن أو موسكو تراجعاً استراتيجياً له تبعاته الخطرة في المستقبل”.
يشير محللون إلى أن كثرة الملفات العالقة بين الطرفين الروسي والأمريكي تشير إلى أن الملف السوري لن يكون ملف رئيسي للحوار لكن يبدو أن الملف السوري سيكون أحد الأدوات في هذه القمة لتحقيق مصالح أحد الطرفين.