أثر برس

لأول مرة في حلب منذ 12 عام.. تحويل طفل أصم وأبكم إلى طفل طبيعي

by Athr Press G

خاص|| أثر برس أجرى الكادر الطبي في شعبة الأذن والأنف والحنجرة في مشفى الرازي الجراحي الحكومي في حلب عملية زرع حلزون للطفل “محمد نور” البالغ من العمر عامين ونصف بإشراف الدكتور سام عبود الذي جاء من دمشق لإجراء العملية التي تعد الأولى من نوعها في مشفى الرازي والأولى في حلب منذ بداية الحرب.

وفي حديثها لـ “أثر” أوضحت والدة الطفل محمد أنها اكتشفت أنه لا يسمع منذ كان عمره 6 أشهر ويتعامل معها بالنظر فقط، وبعد مراجعة الطبيبة المختصة وإجراء الفحص تبيّن أنه بحاجة إلى سماعة ولكن لم تحقق الاستجابة وتبيّن أنه بحاجة إلى عمل جراحي لزراعة الحلزون وتمت متابعة الحالة بالمشفى وقدّم الحشد الشعبي العراقي الجهاز للطفل كتبرع.

وعن مجريات العمل الجراحي وأهميته، أوضح الدكتور سام عبود لـ”أثر” أن العمل الجراحي عبارة عن زرع قوقعة في جمجمة الطفل وبعد نحو 3 أسابيع يتم تركيب القطعة الثانية وتجربة أن يسمع الطفل لأول مرة وبعدها يدخل في مرحلة التأهيل والتي تمتد حتى 3 سنوات ليستعيد السمع بشكل كامل والنطق بشكل جيد، مضيفاً بأن عملية التأهيل ضرورية جداً وتتم عن طريق مراكز مختصة ويجب على الأهل الالتزام الكامل بجلسات وبرامج التأهيل للحصول على النتيجة المطلوبة.

وأشار الدكتور عبود إلى أن أهمية العمل الجراحي تكمن في تحويل طفل أصم وأبكم إلى طفل طبيعي فاعل بالمجتمع، إضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الطبية والفنية على هذا النوع من العمليات الجراحية المعقدة ورفع مهاراتهم كون سوريا تحتاج إلى هذا النوع من العمليات.

وأشار الدكتور عبود إلى أن سوريا قبل الحرب كانت تحتاج إلى نحو 500 عملية جراحية من هذا النوع سنوياً، ونقص هذا العدد إلى النصف بفعل الحرب والهجرة وعدم إجراء المسوح والفحوص الطبية حيث تقدر الحاجة السنوية بنحو 250 عمل جراحي من هذا النوع يتم إجراء ما بين 75-100 عمل جراحي منه بفعل الكلفة الباهظة والتي تصل إلى 150 مليون ليرة حالياً كثمن للجهاز، منوَهاً إلى أن منظمة آمال في دمشق تجري الجزء الأكبر من هذه العمليات.

وكشف د.عبود أن برنامج المسح السمعي للأطفال سيبصر النور الشهر القادم حيث يتم إجراء مسح سمعي لكل طفل حديث الولادة للتأكد من سلامته نظراً لأهمية الكشف المبكر في هكذا عمليات والتي تجري لأطفال حتى سن السابعة والدراسات، لافتاً إلى أن مراكز الأبحاث العالمية تفضل إجراء العمل الجراحي بعمر السنة أو 10 أشهر كون تأهيل الطفل يصبح أصعب كلما كبر، مع إمكانية إجراء العمل الجراحي للكبار ممن فقدوا السمع.

بدوره، أوضح مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه أضح لـ”أثر” أن العمل الجراحي مهم لناحية تأهيل الطفل ولتنمية المهارات العلمية والخبرات الطبية لكوادر المشفى التي اكتسبت مهارات كبيرة خلال سنوات الحرب بفعل الحالات التي تمت معالجتها لتأتي هذه الحالات وتزيد من خبرات الكوادر الطبية والفنية.

حسن العجيلي – حلب

اقرأ أيضاً