أفادت صحيفة “الوطن” السورية عن ورود أنباء تؤكد أن أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا يستعدون للعودة إلى سورية عبر معبر كسب في اللاذقية للعودة إلى مناطق نفوذ الدولة السورية.
ونقلت “الوطن” عن مصدر من معبر كسب قوله: “إن أعداد القادمين من السوريين تضاعف في الأيام الأخيرة، مع زيادة الراغبين منهم في تسوية أوضاعهم والبقاء في كنف الدولة السورية”.
فيما أشارت “الوطن” إلى أن السلطات التركية لجأت إلى ترحيل السوريين إلى مناطق سيطرة “جبهة النصرة” في إدلب، لافتاً إلى أنه منذ أن بدأت تركيا بترحيل اللاجئين رحّلت حوالي ستة آلاف سوري.
كما تواصلت الصحيفة مع بعض الشبان الذين تم ترحيلهم إلى إدلب وأكدوا لها أن “جبهة النصرة” التي تدير المحافظة، تتولى التحقيق معهم فور اجتيازهم معبر “باب الهوى”، وأنها اعتقلت أعداداً منهم واقتادتهم إلى وجهات مجهولة من دون معرفة أسباب احتجازهم، مضيفين أن هذه الإجراءات زرعت الخوف في نفوس الذين سيرحلون إلى إدلب، والذين سيحرمون حتماً من العمل فيها كوسيلة للضغط عليهم وإرغامهم للتطوع في صفوف “النصرة” أو الفصائل المسلحة الموالية لتركيا لإجبارهم على المشاركة بالمعارك الدائرة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي.
من جهته، أكد “المرصد” المعارض مسبقاً أن مسلحي “النصرة” في إدلب اعتقلوا عدد كبير من اللاجئين السوريين الذي تم ترحيلهم إلى المحافظة من قبل السلطات التركية، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وفي ظل هذه الممارسات، قال مجموعة من السوريين المقيمين بمنطقة “الفاتح” في إسطنبول، حيث تتركز الحملة الأمنية ضدهم لـ”الوطن”، أنه توجه عدد منهم للمغادرة إلى سورية عبر معبر كسب، بدل ترحيلهم قسراً بعذر أو من دون عذر إلى إدلب، معربين عن ارتياحهم للإجراءات المريحة التي يتبعها القائمون على معبر كسب، لتسهيل عبورهم إلى داخل الأراضي السورية، وإعطائهم مهلة كافية لمراجعة شعب تجنيدهم وتسوية أوضاعهم.
ونقلت الصحيفة عن أحدهم قوله: “سأعود إلى مدينتي حلب، لتأدية خدمتي الإلزامية التي تخلفت عنها، وهي خير بألف مرة من الذل التي يعاملنا الأتراك به”.
وقال آخر: “لا دخل لعدم حصولنا على بطاقة الإقامة المؤقتة التي تعرف بالكمليك أو على إذن سفر للتجول بين الولايات التركية لفرض رحيلنا عنها إلى إدلب، إنها حملة ممنهجة ضد السوريين في تركيا، بغض النظر عن المبررات والذرائع الواهية التي لا يحتاجها الأمن التركي أصلاً”.
ويؤكد معظم السوريين المقيمين في إسطنبول وباقي الولايات التركية، أن الحكومة التركية استغلتهم سياسياً ضد بلدهم، وتريد التضحية بهم بعد استنفاد الغرض من استقبالهم داخل تركيا.