نشر أحد الصحفيين اللبنانيين على موقع “المدن” مقالاً، حول حادثة عنصرية جديدة تعرض لها السوريون في فرنسا.
وجاء في المقال، أن لاجئاً سورياً في فرنسا يدعى “أحمد”، كتب منشوراً على صفحة “لبنانيون في فرنسا” قبل أيام، يطلب فيه المساعدة لإيجاد عمل، لكن التعليقات العنصرية انهالت عليه على الفور من قبل بعض اللبنانيين، فمنهم من استهجن وجود مثل هذا المنشور في الصفحة، ليحيلوه إلى صفحات السوريين، وآخرون ردوا قائلين: “لاحقينا على باريس” أو “سافر على بلدك لأنك عربي”، وكأن فرنسا موطن اللبنانيين الأصلي!
وبالمقابل، تضامن البعض مع أحمد، فمنهم من أبدى استعداداً لمساعدته عبر سؤاله عن طبيعة العمل الذي يبحث عنه، وآخرون طالبوه بعدم الاكتراث لهذه الأقلية، متمنين له التوفيق، فيما لم يتردد البعض في ملاحقة كل تعليق عنصري لتحجيم صاحبه.
بدورهم، القيمون على الصفحة “الأدمن” بادروا إلى محو المنشور بعد أيام، في حين استغرب بعض المعلقين من “تقاعس” المشرفين عن التصدي لهذه العنصرية.
من جهة ثانية، أضاف كاتب المقال أنه “سعى للتواصل مع اللاجئ السوري أحمد، لكن محاولته باءت بالفشل لعدم العثور على حسابه في فيسبوك، ما يطرح أسئلة عما إذا كان الحساب المذكور مزيفاً.. فمن دخل إلى صفحة أحمد، قبل اختفائها؟”.
ولفت إلى أنه لاحظ في خانة النبذة الشخصية أنه خريج “هارفرد”، ما يثير الاستغراب عن سبب لجوئه إلى هذه الوسيلة للبحث عن عمل في وقت تتسابق فيه كبرى الشركات على استقطاب خريجي هذه الجامعة المرموقة، حسب قول كاتب المقال.
وكان قد اعتبر كاتب المقال، أن مثل هذه التصرفات، ليست إلا دليلاً إضافياً على انعدام التسامح وتقبل الآخر لدى فئات من بعض المغتربين اللبنانيين.
تجدر الإشارة إلى السوريين تعرضوا لبعض المواقف العنصرية في العديد من الدول التي لجؤوا إليها إثر الحرب على بلادهم، كان آخرها الكارثة التي حلت باللاجئين السوريين في شهر كانون الأول الفائت، إثر حريق مفتعل التهم مخيمهم بالكامل في منطقة المنية اللبنانية، الأمر الذي تسبب بتشريد أكثر من 500 عائلة سورية.