اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن وجود القوات الأمريكية غير شرعي داخل الأراضي السورية وسينتهي بكل الأحوال.
وقال لافروف في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”: إن “الأمر معروف للجميع، الأهداف الحقيقية للوجود الأمريكي في سوريا واضحة، فقد سيطروا على الحقول النفطية والأراضي الزراعية في شرق الفرات، وشرعوا في التشجيع على الانفصالية الكردية”.
وتابع: “يدرك الأمريكيون أن وجودهم العسكري في سوريا ليس مريحاً لهم، لكن ما داموا يوجدون هناك، يجري بيننا حوار فعال إلى حد كبير على مستوى العسكريين لتفادي الحوادث العرضية، ومشاورات لتبادل الآراء بخصوص العملية السياسية وأفق تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي”.
وأشار إلى أن “الأمريكيين في نهاية المطاف سينسحبون، وهم يواجهون هناك حالياً مشكلات بما في ذلك مخيم الركبان ومنطقة بعرض 55 كيلومتراً حول قاعدة التنف، حيث يحاولون فرض قواعدهم، لكنهم عاجزون على أرض الواقع عن ضمان استمرارية عمل هذه الهياكل”.
وأبدى لافروف خلال المقابلة استعداد بلاده لمساعدة الأكراد في بدء حوار مع الحكومة السورية، قائلاً: “يتعيّن على الأكراد أنفسهم، لا سيما ذراعهم السياسية المتمثلة بحزب (الاتحاد الديمقراطي) و(مجلس سوريا الديمقراطية)، أن يقرروا نهجهم، ويتخذوا موقفاً مبدئياً”.
كما طمأن الوزير الروسي تركيا، بأن بلاده “لا ترغب إطلاقاً في تغذية أي نزاعات سلبية بالنسبة إلى أنقرة، بل تسعى بالعكس إلى المساعدة في تطبيق طلب ضمان سيادة الأراضي السورية”، بحسب قوله.
وذكّر لافروف بأن الأكراد، عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أنه ينوي سحب القوات بالكامل من سوريا، طلبوا مساعدة روسيا لإطلاق حوار مع الحكومة السوري، إلا أن اهتمامهم بهذا الحوار اختفى بعد عدة أيام، بعد أن صرّحت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بأن عسكرييها باقون في سوريا.
وفي 13 من تشرين الثاني الماضي، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها في دمشق، نيتها المحافظة على الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، لضمان القضاء على ما تعتبره تهديداً من تنظيم “داعش”.
ومضى على الوجود الأمريكي في سوريا أكثر من 7 سنوات، تخلله محاولتان للإدارة الأمريكية السابقة لسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وفي آب الماضي جدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، شرح أسباب وجود القوات الأمريكية في سوريا، متذرعاً بمسلحي ”داعش” فيها، وهو التنظيم المسلح نفسه الذي أعلنه سلفه دونالد ترامب الانتصار عليه عسكرياً قبل قرار سحب قواته.