جدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، حديثه عن ملف التقارب السوري- التركي، مؤكداً أن موسك تتلقى إشارات إيجابية من أنقرة ودمشق بخصوص هذا الملف.
وقال لافروف، أمس الجمعة في لقاء صحفي أجراه مع صحيفة “حرييت” التركية: “بما أن هناك إشارات من العاصمتين بشأن الاهتمام الجاد باستئناف الحوار، فإننا سنعمل بنشاط على تعزيز الاستئناف السريع لعملية التفاوض”.
وأشار لافروف إلى أن موسكو استضافت العام الماضي عدداً من الاتصالات بين وزارات الخارجية ووزارات الدفاع والأجهزة الخاصة في إطار الصيغة الرباعية (روسيا- إيران- سوريا-تركيا)، وأوضح أن الخلافات الناشئة في مواقف دمشق وأنقرة أدت إلى توقف عملية التفاوض.
وذكّر لافروف، بمطالب دمشق في عملية التقارب، والمتمثلة بعودة أراضي الشمال السوري التي تسيطر عليها أنقرة إلى سلطتها وانسحاب القوات التركية منها، فيما تقترح تركيا، العودة إلى مسألة انسحاب قواتها العسكرية في وقت لاحق.
وأضاف أنه جرى مناقشة الخلافات بين الجانبين السوري والتركي خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية “أستانا” في 27 أيلول في نيويورك.
وفي الأسبوع الأخير من تشرين الأول الفائت أكد تقرير نشرته قناة “إن تي في” التركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة في ضمان تواصل أنقرة مع الرئيس بشار الأسد، معرباً عن أمله بأن يتخذ مسار التقارب السوري- التركي نهجاً بنّاءً.
وقال أردوغان حينها: “طلبنا من السيد بوتين ضمان رد (الرئيس السوري) بشار الأسد على دعوتنا، هل سيطلب السيد بوتين من الرئيس الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب عن ذلك”.
من جانبها، تؤكد دمشق باستمرار أن عملية التقارب تحتاج إلى متطلبات محددة لكي تكون مبنية على ركيزة ثابتة، وفي هذا الصدد، أكد الرئيس بشار الأسد في تصريحات صحفية أدلى بها في تاريخ 15 تموز 2024 أن ما تطالب به دمشق لإتمام عملية التقارب هي متطلبات تحتاجها هذه العملية السياسية لضمان نتائج إيجابية لها، وقال: “من دون متطلبات لا تنجح العملية فما نتحدث عنه هو المتطلبات التي تفرضها طبيعة العلاقات بين الدول، ويعبر عن هذه المتطلبات القانون الدولي أيضاً”.
يشار إلى أن أنقرة أعربت عن عدائها لدمشق منذ بداية الحرب السورية، وعام 2016 شنت أنقرة أول عملية عسكرية شمالي سوريا سيطرت إثرها على مدن “جرابلس وأعزاز والباب” وعام 2019 شنت عمليتي “غصن الزيتون” وسيطرت إثرها على مدينة عفرين وعملية “نبع السلام” مكنتها من السيطرة على مدينتي “تل أبيض ورأس العين”، وفي 28 حزيران 2024 أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته بإعادة العلاقات مع دمشق إلى ما كانت عليه قبل عام 2011.