جاءت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أنقرة ولقاءه مع نظير التركي مولود جاويش أوغلو، ملفتة من حيث التوقيت والظروف، خصوصاً بعد استمرار وصول أضخم التعزيزات العسكرية للقوات السورية إلى حدود محافظة إدلب وطلب روسيا من تركيا حسم ملف “جبهة النصرة” في المنطقة، إضافة إلى رفض “جبهة النصرة” للطلب التركي بحل نفسها، ودعوة تركيا لفصائل المعارضة بالتجمع ضمن مكون واحد، حيث تم في هذه الزيارة وضع الخطوط العريضة وأولويات الطرفين.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن لافروف لن يعود من أنقرة فارغ اليدين، حيث جاء فيها:
“اكتملت أركان معركة إدلب، وبرغم الغموض الذي يكتنف الكثير من التفاصيل، فالمؤكّد أن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف سيغادر أنقرة بسلّة ممتلئة. وتكفّل المؤتمر الصحافي الذي عقده لافروف مع نظيره مولود جاويش أوغلو قُبيل بدء محادثاتهما أمس بتقديم الملمح الأوضح للمرحلة القادمة هو تصفية جبهة النصرة وفيما أكّد لافروف أنّ للجيش السوري الحق بذلك”.
وبدورها قالت صحيفة “القدس العربي” اللندنية:
“ترى روسيا لغة القوة هي اللغة الأنجح بالتعامل مع جبهة النصرة، تبنت تركيا منذ أشهر مسألة معالجة النصرة عبر محاولة استيعابها أو حلها والسيطرة على المنطقة من خلال الجيش الوطني، الذي يتبع لها بشكل مباشر من حيث التمويل والتدريب، وبهذا تضمن أنقرة مكسب الوصاية على إدلب، الذي يحقق لها مصالحها في المنطقة، وهنا تبرز تباينات في الشكل، فبينما يتفق الطرفان على الهدف فإنهما يختلفان على أسلوب التنفيذ”.
أما “كومير سانت” الروسية فتحدثت عن مهمة روسيا في هذه المعركة باختصار، فورد فيها:
“مهمة روسيا، تجنب معركة إدلب، والخلاص من جبهة النصرة، من دون إفساد العلاقات مع أنقرة أو الإساءة لدمشق. في الوقت الحالي، موضوع المفاوضات هو تحديد منطقة المراقبة وتنسيق العمليات ضد الإرهابيين”.
يذكرنا الحديث عن اللجوء إلى الحل السياسي والمفاوضات بشأن معركة إدلب، بالفترة التي سبقت معركة الجنوب السوري، حيث سادت حالة من الاستنفار السياسي عند المسؤولين الروس و”الإسرائيليين” والأردنيين والأمريكيين، الذين عقدوا اجتماعات عديدة منها ما كان سري ومنها علني بهدف دفع العمليات العسكرية عن المنطقة الجنوبية لكن في النهاية القوات السورية بقيت مستمرة بخطتها واستعادت سيطرتها على المنطقة الجنوبية بشكل كامل حيث بدأ أهالي القرى والمدن الجنوبية بالعودة إلى بيوتهم.