علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على الأحداث في سوريا بتأكيده على أن بلاده ترغب بتشكيل حكومة وحدة وطنية في هذه الدولة، مشدداً على أن الوضع هناك لا يزال خطيراً.
وقال لافروف في مقابلة مع المدونين الأمريكيين أندرو نابوليتانو، ولاري جونسون، وماريو نوفل، مقارناً الحالة السورية بأحداث جرت في أوكرانيا منذ عشر سنوات: “حصل انقلاب حكومي في كييف في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية كانت مضمونة من قبل الألمان والفرنسيين والبولنديين، كانت الاتفاقية تنص على ضرورة إجراء انتخابات عامة في غضون خمسة أشهر، وكان من المقرر تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال هذه الفترة الانتقالية، ومع ذلك، في اليوم التالي لتوقيع هذه الاتفاقية، تم الاستيلاء على المباني الحكومية، وخرج المتظاهرون إلى الميدان وأعلنوا أنهم شكلوا “حكومة الرابحين” الجديدة، الرابحون والوحدة الوطنية شيئان مختلفان، آمل أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا، على الرغم من أن الوضع هناك لا يزال خطيراً حتى الآن” وفق ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
ودعا لافروف، في تصريحات أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا فريدون سنيرلي أغلو في موسكو إلى “إطلاق العملية التي ستضمن إشراك كل الأطياف السياسية في البلاد” واصفاً ما حدث في الساحل السوري بأنه “انفجار غير مقبول من العنف”.
وأكد لافروف أن بلاده تشعر بالقلق إزاء كل ما يجري في سوريا، وقال: “بذلنا الجهود وبذلها معنا المجتمع الدولي لضمان الأمن لجميع الطوائف والفئات وجعل سوريا خالية من التهديدات الإرهابية”.
وأشار لافروف إلى أن الاتصالات التي جرت حتى الآن بين موسكو والسلطات الجديدة في دمشق أظهرت أنها “تبدي تفهماً” للإشارات التي تلقتها ليس فقط من موسكو، بل وأيضاً من العالم العربي والولايات المتحدة والدول الغربية، مضيفاً أن “هذا الانفجار من العنف غير مقبول تماماً”.
وأضاف الوزوير الروسي: “يجب استمرار العملية لإنشاء الأسس الثابتة للدولة ووضع الدستور، وفي ظل الأحداث الأخيرة غير الملائمة وغير المقبولة لا بديل عن العملية التي ستضمن إشراك كل الأطياف السياسية في البلاد”.
وتابع: “قمنا بمشاورات مع الولايات المتحدة في مقر الأمم المتحدة، وقام المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا بتقديم تقارير حول الأحداث”، مشيراً إلى أنه “يجري العمل على صياغة ردود الفعل”.
وفي وقت سابق أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن أعضاء مجلس الأمن الدولي متحدون في موقفهم بشأن رفض استخدام العنف في سوريا.
بدوره، شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الثلاثاء على أن روسيا ترغب في رؤية سوريا دولة موحدة ومزدهرة ومتطورة وقابلة للتنبؤ وصديقة.
ووفق آخر إحصائية نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الأربعاء، فإن عدد ضحايا الساحل السوري وصلت إلى 1383 مدنياً على الأقل غالبيتهم العظمى من الطائفة العلوية، جراء أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل في غرب سوريا اعتباراً من 6 من مارس.