خاص|| أثر برس تنفي وقائع الأرض وجود أي نية للانسحاب من سوريا لدى القوات الأمريكية، إذ عملت خلال الشهرين الماضيين على تعزيز كامل النقاط التي تحتلها في الشرق السوري، خاصة القواعد العسكرية الكبرى التي أنشأتها سابقاً بالقرب من الحقول النفطية الأساسية.
تشير المعلومات إلى أن القوات الأمريكية كانت قد عززت “حقل العمر”، بعدد كبير من نقاط الحراسة، ونقلت إليه صواريخ مضادة للطيران كما وسعت مدارج الطيران لتتمكن هذه القاعدة من استقبال طيران الشحن الأمريكي.
خلال يوم أمس، الأحد، نقلت القوات الأمريكية عدد من معتقلي تنظيم “داعش” من سجون تتبع لـ “قسد” في مدينة القامشلي إلى “سجن الكتيبة” الذي يقع في ريف الحسكة الجنوبي وبالقرب من قاعدة أمريكية جنوب مدينة الشدادي النفطية، وتشرف عليه بشكل مباشر القوات الأمريكية.
كما أن الدوريات الأمريكية في محيط مدينتي رميلان والمالكية تأخذ طابع يومي، الأمر الذي يؤكد أن السياسة الأمريكية بخصوص البقاء ضمن المناطق النفطية لم تتبدل برغم أن واشنطن أعلنت إبان تولي جو بايدن مهامه كرئيس بأنها غير معنية بـ “حماية المنشآت النفطية في سوريا”، إلا أن الأمر يخالف الواقع تماماً، وما زالت القوات الأمريكية تتموضع داخل الحقول وتشرف على تهريب النفط من قبل “قسد” نحو العراق ومناطق تحتلها القوات التركية.
وتشكل “قوة حرس الحدود”، هاجساً أمريكياً جديداً في سوريا، وهي القوة العربية التي تعمل واشنطن على توسيعها لتتسلم مهام حماية القواعد الأمريكية في سوريا أولاً، وبرغم نفي “قسد”، لوجود هذه القوة وتشكيلها إلا أن مصادر “أثر برس”، تؤكد أن قائد هذه القوة والذي يدعى “رافع حسن الحران”، كان قد تجول قبل يومين في النقاط الحدودية مع العراق بريف دير الزور الواقع شرق النهر الفرات، ووصل لنقاط يسيطر عليها الحشد الشعبي العراقي داخل الأراضي العراقية، وذلك بمهمة تقول المصادر بأنها تركز على رسم خارطة جديدة لنقاط تنتشر فيها القوة التي يقودها بحجة منع تسلل خلايا “داعش” بين طرفي الحدود.
ما يحدث من حوارات مشتركة بين بغداد والقوات الأمريكية للتمهيد لانسحاب الأخيرة من قواعدها في العراق، يشير بأن واشنطن قد تدفع بقواتها المنسحبة نحو سوريا، فالبقاء في الشرق السوري سيعني بقاء في العراق بطبيعة الاتصال الجغرافي بين البلدين، ولا يوجد أي واقعة تقول بأن القوات الأمريكية سحبت أياً من عناصرها من الداخل السوري، لكن ما حدث في أفغانستان من انسحاب مفاجئ لواشنطن بعد توافق مع مجموعة من القوى الدولية وفسح المجال لطالبان لتسيطر على البلاد، شكل عامل رعب لدى قادة “قسد”، خشية من إعادة السيناريو الأفغاني.
محمود عبد اللطيف