يستمر التصعيد العسكري في جبهة شمالي سوريا بين “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” من جهة والقوات التركية وفصائلها من جهة أخرى، وسط الإعلان عن وصول تعزيزات عسكرية للجيش السوري إلى تلك المنطقة، حيث تتعدد السيناريوهات واحتمالات ما سيؤول إليه التصعيد في تلك المنطقة.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر عسكرية رفضت الكشف عن هويتها أن “قسد تعوّل على رغبة روسيا بحماية حلب من اقتراب القوات التركية منها، على اعتبار أن موسكو سيكون تحرّكها حاسماً لجهة وقف أيّ عملية تركية في منطقة الشهباء، في حين أنه سيكون تدخلاً بطيئاً ومبنيّاً على أساس المكاسب التي يمكن أن تأخذها الحكومة الروسية لمصلحة دمشق من التدخّل في وقف أيّ عملية عسكرية تركية في مناطق شرق الفرات”.
وأضافت المصادر أنه “على الرغم من أهمية هذه المناطق في حسابات السيطرة على الطريق الدولية M4 في الجزء الذي يجتاز ريف محافظتَي الرقة والحسكة، وعلى الرغم من قيام الجيش السوري بزيادة عديد قواته في بلدة عين عيسى، ذات الموقع الأكثر أهمية في حسابات ريف الرقة الشمالي الغربي في أيّ عملية عدوانية تركية جديدة شرق الفرات، إلّا أن احتمال استهدافها من قِبَل أنقرة سينخفض إلى أقلّ من 25 % في حال بدأ الأتراك بهجوم شمال حلب” وفقاً لـ”الأخبار”.
وحول التحركات العسكرية التي تقوم بها “قسد” في سياق هذا التصعيد، أفادت “الأخبار” بأن “قسد تعمل على تعزيز نقاطها على امتداد نهر الساجور، المشكِّل لخطّ الفصل شمال منبج، وتتخوّف من هجوم يبدأ من محور العون – أم جلود على نقاطها في المنطقة”، مستدركةً بأن «الوجود الروسي في العريمة الواقعة إلى الغرب من منبج، يُعدّ من عوامل الأمان بالنسبة إلى القادة الكرد، إلى جانب الانتشار السوري في مجموعة من النقاط الواقعة إلى الغرب من المدينة، وصولاً إلى التخوم الشرقية لمدينة الباب التي تحتوي في جبل عقيل على واحدة من أكبر القواعد التركية العسكرية في ريف حلب الشرقي”، مضيفة أن “مدينة منبج تنطبق عليها الحسابات نفسها لجهة تدخّل الروس في وقف العملية التركية”.
وكثرت السيناريوهات عن مصير تصعيد الشمال السوري وتزامنه مع التصعيد الحاصل في إدلب، حيث لفتت بعض التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن أنقرة قد تلجأ إلى صفقة مبادلة بين إدلب وتل رفعت، وفي هذا الصدد أفاد المحلل السياسي كمال جفا، في حديث لـ”أثر” بأنه إقليمياً ودولياً لا يوجد ضوء أخضر لتركيا باحتلال المزيد من المناطق شمالي سوريا، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الفترة الأخيرة الفائتة شهدت تقارباً بوجهات النظر الأمريكية والروسية شمالي سوريا، مما أثار غضب تركيا ودفعها إلى المزيد من التصعيد.