أثر برس

لا توجد معدات لإطفائها.. فصل جديد من حرائق الشمال السوري

by Athr Press Z

استمراراً للكوارث الإنسانية التي تشهدها مخيمات الشمال السوري عند كل صيف وشتاء، فبعد موجة الحرائق التي طالت مخيمات ريف حلب شمالي سوريا في تموز الفائت، تجددت المخاوف من أن تشهد تلك المخيمات حرائق مماثلة التي تترافق مع عدة أزمات معيشية وأبرزها نقص المياه.

ونقل موقع “المونيتور” الأمريكي بياناً عن “مجموعة تنسيق الاستجابة السورية” العاملة شمالي غرب سوريا، فإن أكثر من 590 مخيماً للنازحين يعاني من نقص المياه، ومن المشاكل أيضاً انخفاض مخصصات المياه في المخيمات الأخرى بسبب نقص الدعم الرسمي وارتفاع معدل الاستهلاك اليومي.

وأكدت المجموعة أن ارتفاع درجات الحرارة واستخدام الوقود بطرق غير صحيحة، هي من أبرز العوامل التي تزيد من مخاطر اشتعال الخيام، إلى جانب الاعتماد على مواقد الطهي بداخلها، وهي عادة طورها 90٪ من العائلات النازحة.

وكذلك طبيعة الخيام المصنوعة من القماش تزيد من خطورة هذه الحرائق، فبحسب “المونيتور” فإن ما يقارب 96% من المخيمات تفتقر إلى العزل اللازم لمنع اندلاع الحرائق.

ومنذ بداية 2022 ارتفع عدد الحرائق في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا إلى 126، فيما سجّل عام 2021 157 حريقاً، كان آخرها في الرابع والعشرين من آب الفائت، كما نقل “المونيتور” عن أحد قاطني المخيم قوله: “هذه المخيمات تفتقر إلى مطافئ للحريق، مما يؤخر ردنا على الحريق، ناهيك عن أن معظم سكان المخيم لا يعرفون كيفية استخدامها، كما أنه ليس لدينا أي فرق متخصصة للتعامل مع هذه الحوادث”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه أمام هذا الواقع السيئ ومخاطر الحرائق، لم يعد قاطنو المخيمات يكترثون لها أو لدرجات الحرارة المرتفعة أمام نقص المياه فيها.

وفي السياق ذاته أكد المسؤول عن مخيم خير الشام في الجزء الشمالي من محافظة إدلب، المدعو “قاسم العلوش” أن نحو 446 عائلة تعيش في خيام متداعية لم يجري استبدالها منذ أكثر من 10 سنوات بسبب سوء الأحوال الجوية، وهو أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرائق، “أدنى شرارة يمكن أن تشعل النار في الخيام”، وفقاً لما نقله “المونيتور”.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن أرقام الضحايا الكبيرة لهذه الحرائق، بدأت تلفت الأنظار لا سيما أنظار الجمهور المؤيد للدولة السورية، وفي هذا الصدد قال أحمد قطّان، وهو أحد الفاعلين في هذه المخيمات: “اندلاع الحرائق في المخيمات وتسببت بوفاة العديد من الأشخاص ولا سيما الأطفال، أو التسبب في ندوب وإعاقات دائمة، ليس شيئاً جديداً، لكن بدأ الإبلاغ عن هذه الحالات في عام 2019 عندما بدأت المنظمات غير الحكومية ومجموعات إدارة المخيمات العمل على وضع آلية للإبلاغ، مما أثار انتباه المؤيدين، خاصة عندما وصلت أعداد الحرائق إلى أرقام مروعة مع عواقب وخيمة”.

ويعتمد قاطنو هذه المخيمات على المساعدات الإنسانية، فيما تؤكد المنظمات العاملة فيها باستمرار على أن الاستجابة الإنسانية لهذه المخيمات، تشهد عجزاً كبيراً وتصل إلى 57.4% في قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش،. 69.8% في قطاع المياه والصرف الصحي، و86.5% في قطاع الصحة والتغذية، 62.3% في قطاع الموارد غير الغذائية، 58.2% في قطاع المأوى، 64% في قطاع التعليم، و70.8% في قطاع الحماية بحسب بيانات مجموعة تنسيق الاستجابة السورية، وكذلك البيانات الرسمية تؤكد تخفيض نسبة هذه المساعدات، ففي كانون الثاني الفائت خفّض برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة محتويات السلل الغذائية التي تصل إلى تلك المنطقة، وبدورها أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن المساعدات الدولية لا تصل إلى نسبة كبيرة من النازحين شمالي سوريا.

يشار إلى أن معظم هذه المخيمات تم إنشاؤها من قبل تركيا، حيث سبق أن انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي من قاطني المخيمات وهم يطالبون الحكومة التركية بإيجاد حل لهم بعدما نقلوهم إلى تلك المخيمات.

أثر برس 

اقرأ أيضاً