تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لفتاة لبنانية تعمل في مجال ميكانيك السيارات، متحدية نظرات المجتمع لها.
ووفقاً لوكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن الشابة تدعى رنا الحايك تبلغ من العمر 22 عاماً، وتدرس عامها الأخير اختصاص “ميكانيك الكهرباء”.
وحول اختيارها لهذه المهنة، قالت الحايك: “اخترت هذا المجال لأنني أحب السيارات كثيراً منذ أن كنت صغيرة، وأحب أن اكتشف مما تتكون الوسيلة التي نتنقل بها، وعندما أخبرت أهلي ورأوا إصراري على هذا الأمر، شجعني والدي وأخذني للعمل في كاراج رفيقه وهكذا تطورت، ولهذا السبب أدرس في الجامعة هندسة كهرباء”.
وأضافت “الناس تستغرب في البداية، ويظنون أنني مع والدي، ولكن زبائن الكاراج اعتادوا على الفكرة، ومثل كل شيء هناك من يحب الفكرة وهناك من يعارض، هناك من يشجعني وهناك من يقول لي هذه المهنة لا تليق بك أنت ناعمة ومكانك ليس هنا”.
وأشارت رنا إلى أنها في البداية واجهت صعوبة ولكنها تحب عملها، ومستعدة أن تتحمل كل الصعوبات، قائلةً: “في بعض الأوقات لا أستطيع أن أفك قطعة معينة فأستعين بأحد الأشخاص، وبأكثر الأوقات أستعمل قوة جسدي لكي لا أستعين بأحد”.
وتابعت رنا كلامها موضحة طبيعة عملها، حيث قالت: “أنا أصلح سيارات من نوع بورش، أركب موتور أفكه، وأنا أتابع كل التطور والتقدم في هذا المجال، وتقريباً أعرف كل شيء، أحب العمل هنا في هذا الكاراج، كنت أعمل سابقاً في شركة سيارات، القطعة التي تخرب يتم تركيب قطعة جديدة مكانها، وإذا كان هناك إمكانية لأن تتصلح فنفرطها كلها ونصلحها”.
ولفتت الحايك إلى أنها تتدرب مع البطل اللبناني في سباقات السيارات روجيه فغالي، موضحةً أن سيارات الرالي مختلفة عن السيارات العادية، و”لكنها تجربة جديدة وجميلة” على حد وصفها.
وعن مشاريعها المستقبلية، قالت الشابة اللبنانية: “عندما أتخرج من الجامعة لدي احتمالين إما أن أسافر إلى الخارج لأكمل الدراسة ولكن باختصاص ميكانيك سيارات، أو أفتح كاراج خاص بي في لبنان”.
بدوره صاحب الكاراج سليمان الجلخ قال للوكالة الروسية المذكورة أعلاه: “تجربتي هذه ليست جديدة لأنه كانت تعمل هنا فتاة بميكانيك السيارات، وأنا لست ضد أن تعمل المرأة، المرأة تطالب بحقوقها للمساواة مع الرجل فأهلاً بكم في عالمنا”، لافتاً إلى أن “الآن لم يعد هناك حدود، المرأة كانت محدودة من قبل بالعقلية الشرقية، وأن المرأة للمنزل فقط، هذه النظرة لم تعد موجودة، المرأة تعمل الآن مثل الرجل وأكثر، وحتى الساعة استطاعت المرأة منافسة الرجل بأشياء كثيرة”.
وختمت رنا كلامها حول إمكانية أن تنافس المرأة الرجل قائلة: “اليوم الرجل هو من يعلمني هذه المهنة، ولكن هذه المهنة لا تتطلب فقط قوة جسدية، اليوم كل شيء سهل والعطل يظهر على (السكانر) ومثلما يقرأ ما هي المشكلة أنا أيضاً استطيع القراءة ومعرفة المشلكة، لا يوجد منافسة”.
تجدر الإشارة إلى أن صور رنا وعملها لاقى رواجاً واستحساناً كبيراً بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين إياها بـ “حسناء لبنان” فالبعض قال: “وين المشكلة أنا بشجعها أوقات كتير المرأة بتتحمل إشيا متل الرجل وبكرا بعدين مع الوقت و عالخبرة بتصير تطور حالها وتستلم كذا محل لحتى تعيش وتأمن مستقبلها وبس تتجوز كمان ولادها بيستمروا بهالشي”، والبعض اعتبر أن المرأة هي كل المجتمع وليست نصفه وشجعوا رنا وطالبوها بالاستمرار.
فيما علّق البعض قائلاً: “الشغل مش عيب، بس حرام فتاة تعمل أشغال صعبة، والميكانيك صعب على الإناث، المرأة يجب أن تعمل أعمال غير مرهقة، فهي سبقت الرجل في قطاع التعليم والإدارة”.