أثر برس

عودة التصعيد إلى جبهة لبنان

by admin Press

يواجه اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين لبنان و”إسرائيل” بوساطة أمريكية وخروقات عدة تّنذر بعودة التصعيد إلى الجبهة اللبنانية، وسط مطالب من مسؤوليين لبنانيين بضرورة الضغط على “إسرائيل” لوقف خروقاتها.

وأطلقت المدفعية “الإسرائيلية” 13 قذيفة على بلدات في جنوب لبنان، وأفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” بأن بلدة “يحمر الشقيف في قضاء النبطية تعرضت صباح اليوم لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع”، مضيفة أن “القصف طاول أيضاً أطراف بلدتي أرنون وكفرتبنيت”.

وتابعت الوكالة أن “قصفاً مدفعياً معادياً يستهدف بلدة الخيام، وثلاث قذائف (من دبابة) ميركافا استهدفت البلدة، فيما تعرضت بلدات حولا ومركبا وكفركلا لرشقات رشاشة”.

وحذّر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وشدد في بيان على “ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم” وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.

وأجرى سلام “اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في نوفمبر الماضي، ويلتزم به لبنان”.

من جانبه، أعلن “الجيش الإسرائيلي” اليوم السبت، أن سلاح الجو اعترض ثلاث قذائف صاروخية أطلقت من لبنان نحو فلسطين المحتلة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” عبر منصة “X”: “إن سلاح الجو اعترض، صباح اليوم، ثلاث قذائف صاروخية أُطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل حيث دوّت صفارات الإنذار”.

وأكدت “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” تفعيل الإنذارات في المطلة، من دون تقديم تفاصيل إضافية، كما أشارت “إذاعة الجيش الإسرائيلي” إلى أن “إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر ويشكّل انتهاكاً خطيراً من حزب الله”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” اليوم السبت: “إن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها” مؤكداً أنه صدرت “تعليمات للجيش بالرد على نحو مناسب على إطلاق الصواريخ”.

وأضاف: “لن نسمح بواقع إطلاق النار من لبنان على بلدات الجليل، لقد وعدنا بأمن بلدات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.

وكذلك هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “إيال زامير” من أن “الجيش سيرد بشدة على إطلاق صواريخ من لبنان”، وقال: “إن الجيش سيردّ بشدة على هجمات هذا الصباح”  مضيفاً أن “لبنان يتحمل مسؤولية احترام اتفاق الهدنة الذي أوقف في 27 تشرين الثاني الحرب مع حزب الله”.

وفي هذا الصدد، أفادت قناة “الميادين” بأن “إسرائيل” استهدفت غارة للاحتلال محيط بلدة تولين بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية، كما استهدفت غارة أخرى إقليم التفاح.

وأضافت “الميادين” أن “إسرائيل” نفذت سلسلة غارات للاحتلال تستهدف أطراف راشيا الفخار والخيام والمنطقة الواقعة بين ياطر وبيت ليف.

وأوضحت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات “الإسرائيلية” تسببت بإصابة عدد من الأشخاص.

تحذير أممي من هشاشة الوضع في لبنان:

وعلّقت الناطق باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، على الأحداث بقولها: “نشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد الممكن للعنف بعد رصد إطلاق 4 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل”.

وأضافت “نحثّ جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر”، مشيرة إلى أن “أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة”.

وبيّنت تيننتي، أن”الوضع لا يزال هشّاً للغاية ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما”.

الخيار الدبلوماسي:

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر لبنانية أن إطلاق المجموعات الثلاث التي دعت لتشكيلها نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، مورغن أورتاغوس، والمخصصة لـ”إطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، والانسحاب من الجنوب، وتحديد الحدود الدولية بين البلدين على أن تشمل النقاط الـ13 الواقعة على الخط الأزرق” لا تزال تصطدم بمواصلة إسرائيل خرق وقف النار، وعدم التقيُّد بالاتفاق الذي رعته واشنطن.

ووفق مصادر “الشرق الأوسط” فإن “تشكيل هذه المجموعات نوقش في الاجتماع الرئاسي الذي بدأ بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وانضم إليهما لاحقاً رئيس الحكومة نواف سلام، وعُقد قبل الإفطار الرمضاني الذي أقامه عون”.

وأكدت المصادر أنه لا مشكلة لدى لبنان في تشكيل المجموعات الثلاث على قاعدة اعتماد الخيار الدبلوماسي لتوفير الحلول لها، وقالت: “إن المشكلة تقع على عاتق إسرائيل التي تتمادى في استباحتها للأجواء اللبنانية، ومواصلتها خرق وقف النار، وعدم احترامها الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة في هذا الخصوص، والذي مددته إسرائيل لمرتين وقوبل باعتراض لبناني”.

وأوضحت مصادر “الشرق الأوسط” أن “الموقف اللبناني واضح بامتناعه عن الدخول في مفاوضات دبلوماسية مع إسرائيل، التي تتوخَّى منها التوصل لتطبيع العلاقات بين البلدين”، متابعة “لم يسبق لواشنطن أن تداولت هذا الموضوع مع المسؤولين اللبنانيين، لأنها تدرك سلفاً أنه لا مجال لانخراط لبنان فيها”.

وأشارت إلى أن المسؤولين اللبنانيين متفقين على أن “اعتماد آلية للتفاوض مع إسرائيل، برعاية قيادة القوات الدولية الموقتة (يونيفيل)، وبإشراف هيئة الرقابة الدولية المولجة بتطبيق الاتفاق (الأخير بين لبنان وإسرائيل)، تتقاطع إلى حد كبير مع الآلية التي اتُّبعت لترسيم الحدود البحرية بين البلدين”.

وقالت: “إن المجموعات تتشكل من ضباط لبنانيين يمكنهم الاستعانة بخبراء وقانونيين، ويعود التقدير في هذا الشأن إلى قيادة الجيش ولرئيس الجمهورية، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك على غرار ما حصل طوال فترات التفاوض لدى ترسيم الحدود البحرية”.

ونقلت المصادر عن الرئيس بري، أثناء اجتماعه بعون وسلام قوله: “لا اعتراض على تشكيل مجموعات العمل، لكن هل يُمكن أن تباشر اجتماعاتها تحت النار بمواصلة إسرائيل خروقها للبنان، وقصفها مناطق لبنانية تقع خارج جنوب الليطاني، وهي تستمر في ملاحقة مَن تشتبه بانتمائهم لـ(حزب الله) بالمسيّرات؟”.

وسأل بري: “كيف يمكن لهذه المجموعات أن تباشر اجتماعاتها ما دامت إسرائيل تواصل خرقها لوقف النار؟ وهل يُعقل أن تستمر في ابتزازها للبنان الذي التزم -من جانب واحد- بتطبيق الاتفاق الذي رعته واشنطن وباريس؟ وكيف يمكن الانتقال بجنوب لبنان إلى مرحلة جديدة، فيما لا تنقطع إسرائيل عن تهديداتها”.

وقالت المصادر اللبنانية: “إن حزب الله يمتنع عن الرد على الخروق الإسرائيلية، ولن يُستدرج للدخول في مواجهة جديدة، وأن قيادته تقف حالياً خلف الدولة، وتعطي فرصة للحل الدبلوماسي. وكانت قد وافقت بلا تردد على ما تضمنه البيان الوزاري بضرورة مناقشة السياسة الدفاعية للبنان بوصفه جزءاً من استراتيجية أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، بما يمكِّن لبنان من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه عن أراضيه” وفق ما نقلته “الشرق الأوسط”.

وفي تشرين الثاني 2024 دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحزب الله حيّز التنفيذ، بوساطة أمريكية، قدمت فيها واشنطن مقترحاً ينص على إنهاء الأعمال القتالية التي استمرت لأكثر من عام، في عملية سماها حزب الله “معركة أولي البأس”، وسمتها إسرائيل “عملية السهام الشمالية”.

أثر برس

اقرأ أيضاً