عقدت لجنة الاتصال العربية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا، اجتماعاً على هامش اجتماع المجلس الوزاري في دورته العادية الـ162، الذي عُقد أمس في مقر الجامعة بالقاهرة.
وأفاد الحساب التابع لجامعة الدول العربية على منصة “X” بأن “لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا، عقدت اجتماعاً على هامش اجتماعات المجلس الوزاري في مقر جامعة الدول العربية اليوم”.
وتابعت جامعة الدول العربية في منشورها أن اللجنة “قررت تشكيل فريق من الخبراء لدراسة الموضوعات التي تتابعها اللجنة مع الجمهورية العربية السورية، وعقد اجتماعها المقبل في بغداد”.
ويأتي هذا الاجتماع بعد مرور حوالي 3 أشهر على قرار تأجيل اجتماع اللجنة الذي كان من المقرر عقده في 8 أيار الفائت، وأكد حينها القائم بأعمال السفارة العراقية في سوريا ياسين شريف الحجيمي، أن التأجيل تم بسبب تزامن موعد الاجتماع مع التحضيرات القائمة لعقد القمة العربية في البحرين بتاريخ 16 أيار الجاري، موضحاً أنه “ستتم مناقشة الموعد الجديد بعد القمة، إذ إن انشغال وزراء الدول المعنية بهذا الملف شكل سبباً رئيسياً في التأجيل”.
وعُقد الاجتماع الأول للجنة الاتصال العربية في منتصف آب 2023، في العاصمة المصرية القاهرة، وعُقد حينها بحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في العاصمة المصرية القاهرة، وجاء في البيان الختامي للاجتماع “بدعوة من الوزير الخارجية المصري، وتنفيذاً لقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة رقم 822 بتاريخ 19 أيار 2023، عقد وزراء خارجية كل من جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، والجمهورية اللبنانية، وأمين عام جامعة الدول العربية، يوم 15 آب 2023 اجتماع لجنة الاتصال العربية مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وذلك لمتابعة تنفيذ بيان عمان الصادر في الأول من أيار 2023، وتعزيز الدور العربي القيادي لتسوية الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية، ومواصلة الحوار تحقيقاً لهذا الهدف، وفق منهجية خطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويلبي طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب ويسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين باعتبارها أولوية إنسانية”.
وقال وزير الخارجية فيصل المقداد، خلال الاجتماع: “جميعكم مطلعون على الأوضاع في سوريا، ولذلك لن أخوض في الحديث عن حيثيات ذلك، ولكن ما يهمني التأكيد عليه الآن، هو أننا نعتقد أن الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كل تداعيات الحرب على سوريا، ومواجهة التحديات الأساسية التي تواجهه، سيما إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، وخاصّة أن اجتماعاتنا ولقاءاتنا السابقة قد أكدت ضرورة خروج القوات غير الشرعية من الأراضي السورية، وهذا يشمل بالطبع الاحتلال التركي الذي يعوق تحقيق الاستقرار بشكل أكبر في سوريا ويطيل أمد الحرب ويتابع دعمه وحمايته للإرهابيين، بما في ذلك التنظيمات المدرجة على لوائح مجلس الأمن، كما أن هذا الاحتلال يعوق أيضاً عودة اللاجئين الحقيقية، ويسعى إلى تغيير ديمغرافي يخدم مصالحه التوسعية العثمانية في شمال سوريا”.
وتم تشكيل “لجنة الاتصال العربية” في أيار 2023 وتضم وزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، وأُصدر حينها عن الاجتماع بيان ختامي تناول مجموعة من الملفات أبرزها: “ضبط أمن الحدود، وتعاون سوريا مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل مشتركين من السياسيين والأمنيين، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنشاء آليات تنسيق فعالة بين الأجهزة العسكرية والأمنية السورية ونظيراتها في الدول المجاورة لحفظ أمن الحدود”، و”البدء باتخاذ خطوات جدية لإعادة اللاجئين، وتحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة في مناطق عودة اللاجئين للنظر في توفير مساهمات عربية ودولية فيها، وتوضيح الإجراءات التي سيتم اتخاذها لتسهيل عودة اللاجئين، وتكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر لتحسين البنية التحتية في المناطق التي سيعود إليها اللاجئون، واتخاذ خطوات لحل قضية النازحين داخلياً، بما في ذلك قضية مخيم الركبان جنوبي سوريا”.