أثر برس

لدعم الأسر المحتاجة.. مشروع في دمشق يعيد إحياء “سكبة رمضان” للعام الحادي عشر على التوالي

by Athr Press B

خاص|| أثر برس يتشارك الشاب عبد الرحمن الصنجي “24” عاماً وندوة الرز “65” عاماً العمل التطوعي مع فريق “بادر” التنموي لأكثر من عشر ساعات يومياً لإعداد وجبات إفطار شهر رمضان التي تحمل اسم “سكبة رمضان”.

يقول عبد الرحمن وهو طالب سنة رابعة بكلية الهندسة المدنية، لـ “أثر”: “بدأت العمل منذ الانطلاقة الأولى للمشروع وكان برنامج سكبة رمضان أحد أهداف المشروع التي بدأت أول مرة في رمضان 2012 كنت أصغر متطوع بالفريق لم أكن أعرف معنى العمل التطوعي تماماً ومع الوقت أصبحت جزء أساسي من المشروع ولا يمكن أن يمر رمضان إلا وأنا مع الفريق أشاركهم العمل ومع ابتسامه كل محتاج أشعر أنني كنت جزء من فريق يعمل على مساعدة المحتاج ورسم الفرحة على وجهوهم عبر عمل بسيط “.

ويضيف: “العمل التطوعي التزام مقدس ومن خلاله تعرفت على رفاق جدد ومجال واسع من أطياف المجتمع السوري، حيث نبدأ العمل من العاشرة صباحاً لإعداد الوجبات ثم توزيعها في معظم الأوقات ونعود إلى بيوتنا بعد موعد الإفطار بساعات ورغم أنه تعب جسدي كبير إلا أن كلمات الشكر والدعوات الصادقة من المحتاجين تنسيني أكبر تعب”.

ويرى عبد الرحمن أن سكبة رمضان ليست إحياء عادة تراثية من المجتمع السوري بل هي أعمق بكثير، مضيفاً: “تعتبر رابط بيننا وبين أسر من مختلف المناطق عبر عمل أهلي هدفه مساعدة أشخاص ظروفهم صعبة”، مبيناً أن مشروع بادر استطاع المزج بين التراث وحاجة المجتمع حالياً وبقيت سكبة رمضان تحمل نسمات الخير وروح العمل التطوعي ومحبة الاخر بقالب جديد، بحسب قوله.

من جانبها، تستذكر ندوة الرز ابنة حي الشيخ محيي  الدين بدمشق أيام زمان وطقوس سكبة رمضان، وتقول لـ “أثر”: “كنت ابنت العشر سنوات وقبل الإفطار بنصف ساعة تبدأ والدتي رحمها الله  بتحضير عدد من الصحون تملؤها بالطعام الذي أعدته لإفطار رمضان وترسله معي أنا وأشقائي لعدد من جيراننا بالحي ولا تنسى أن تذكرنا أن نقول لكل جارة (ماما تسلم عليكم وتفضلوا هالصحن من إفطارنا اليوم) وكان الجيران يتبادلون أصناف الطعام لزيادة المحبة وعلاقات الجوار أو لتشكيل مائدة طعام بينهم متنوعة أو إذا اشتم أحد الجوار رائحة طبخة معينة واشتهى تذوقها أو تكون إحدى الجارات حامل وتتوحم والكثير من الأسباب “.

وتضيف ندوة: “أيام الطفولة لا تنسى مع طقوس سكبة رمضان” معتبرة أن سكبة رمضان لم تعد موجودة بسبب ظروف الحياة وتغير شكل الأحياء وانتقال الناس من مكان إلى آخر لكن مشروع بادر أعاد لسكبة رمضان معناها وهدفها الإنساني والمحبة والتكافل المجتمع لكن عبر عمل تطوعي أهلي، بحسب تعبيرها.

ندوة ليست جديدة على العمل التطوعي فهي عضوة بجمعية أصدقاء دمشق والجمعية العلمية الجغرافية وخلال عملها الوظيفي كانت لها عدد من المبادرات التطوعية، معتبرة أنها استثمرت وقتها بعد التقاعد بعمل تطوعي خيري المجتمع السوري بحاجة له الآن بسبب الحاجة، كما أن شهر رمضان هو شهر العبادة والعمل عبادة لذلك روحانيات رمضان موجودة بهذا العمل على حد تعبيرها ومعتبرة أنها مع متطوعي بادر يحملون أمانة ومسؤولية اتجاه الأسر المحتاجة.

بدورها، الشيف نورا القسطي مسؤولة تحضير الطعام بمشروع “بادر”، تقول لـ “أثر”: أحب الطبخ واعتبره هوايتي وفي أجواء رمضان وسكبة رمضان يحمل العمل معاني أكبر لأنه إنساني بالدرجة الأولى وسعيدة أني جزء منه”.

بين المندي والبرياني والكبسة والبرغل بالبندوة واللحمه وغيرها من الأكلات التي تتفنن نورا بطبخها، تضيف : “أطبخ كميات كبيرة مثلاً الرز أكثر من 150 إلى 200 كيلو غرام يومياً وغيرها من الأصناف التي تحتاج كميات كبيرة لتكفي إعداد وجبات تناسب عدد الأسر”، متابعة: “سكبة رمضان إحدى  طقوس شهر رمضان التي عرف بها المجتمع الدمشقي ويقصد بها تبادل أصناف الطعام بين الجيران، ونجح فريق مشروع بادر التنموي بإعادة إحيائها  للعام الحادي عشر على  التوالي تعبيراً عن التكافل الاجتماعي ودعم الأسر المحتاجة بعدد من مناطق دمشق وريفها وعدد من المدن السورية الاخرى “.

من جهتها، منسقة الإعلام بالمشروع بشرى علي قال لـ “أثر”: “الانطلاقة الأولى كانت عام 2012 بهدف إعادة إحياء سكبة رمضان كموروث شعبي ارتبط بالشهر الفضيل يقوم على فكرة تبادل صحون الطعام بين بيوت الجوار في الحي ليشكل مائدة متنوعة”، مضيفة: “كان الفريق يوزع من 1500 إلى 1800 وجبة يومياً خلال ذلك العام”.

وتابعت بشرى: “بعد 11 عاماً وصل عدد توزيع الوجبات الآن من 4500 إلى 5000 وجبة توزع بدمشق وريفها إضافة إلى مطبخ بادر في بانياس بمحافظة طرطوس الذي انطلق منذ 2017 ولايزال وفي كل عام يتم اضافة مدينة جديدة مثل حمص والقنيطرة وغيرها”.

وختمت بشرى كلامها قائلة لـ “أثر”: “سكبة رمضان تعني بشكل كبير لمتطوعي (بادر) الذين يتحاوز عددهم 30 شخصاً من مختلف الفئات العمرية والدراسية والمهنية، وهي للتخفيف من أعباء الظروف الصعبة على الأسرة السورية من منطلق مسؤوليتنا اتجاه المجتمع وتعزيز روح التكافل به”.

اقرأ أيضاً