خاص || أثر أوجدت الشابة أريج علوان (27 عاماً) الطالبة الجامعية سنة ثانية “ترجمة ـ إنكليزي” تعليم مفتوح، مشروعها الخاص الصغير ليعينها على مصاريف الجامعة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وكسر الصورة النمطية عن الأنثى وإثبات أنها تصلح للعمل في جميع المهن والإبداع فيها.
بأدوات بسيطة لا تتجاوز طاولة و”ترمس ماء” وغاز “سفاري” وكاسات وعبوات مشروبات ساخنة بأنواعها، أوجدت أريج لنفسها مساحة صغيرة في أحد شوارع مدينة بانياس، لتصنع مشروعها الخاص وتصبح محط استقطاب الزبائن الذين يأتون إليها لحلاوة مشروباتها بالرغم من عدم السكر فيها، لمن يرغب، حيث يوجد في قهوة أريج كابتشينو، قهوة، مشروبات 3 بـ 1، كمون بالليمون، ميلو، شاي، زهورات، نسكافيه.
في كل صباح، تقصد أريج مكانها اليومي عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، لتعود أدراجها إلى المنزل وتتفرغ لدراستها التي لم تتأثر بالعمل، حسب أريج، التي أكدت أنها لم تسمح للعمل بالتأثير على الدراسة التي تأخذ كل الوقت من بعد الساعة الثالثة، ناهيك عن التزامها بالدوام يومي الجمعة والسبت.
وتحدثت أريج لـ “أثر”: “بدأت بمشروعي الصغير منذ شهرين، ليساعدني في تكاليف الجامعة، ناهيك عن رغبتي في كسر الصورة النمطية للمرأة في مجتمعاتنا التي تصلح للعمل فقط في مهن محددة كالعيادات ومحال البيع”، مضيفة: “أردت أن أكسر هذه الفكرة النمطية المأخوذة، وأثبت أن المرأة تستطيع أن تعمل في أي مهنة وأن يكون لها مشروعها الخاص مهما كانت ماهيته، وأعتقد أنني تركت بصمة حلوة لدى الفتيات من خلال تشجيعهن على ذلك، مستدلّة في ذلك من خلال إبداء الفتيات اللواتي يأتين إليها بالفكرة ورغبتهن في التجربة”.
أريج أرادت أن تصنع مشروعها الخاص، لتعيل نفسها وتزيح عن كاهل والدها عبء مصاريفها، إذ قالت: “نحن أربعة اولاد، ثلاث فتيات، وشاب واحد، يعمل والدي في محل ألبسة رياضية وتساعده أختي في المحل، لكن المردود الذي يجنيه أبي من المحل لا يكفي سوى طعام وشراب، ما دفعني لإيجاد مشروعي وتدبر مصاريفي”، مستدركة: “لكن مردود القهوة قليل إذ يتراوح بين 2000- 3000 ليرة يومياً، وهو ما يدفعني لجمعه خلال أسبوع وشراء ما يلزمني، ناهيك أنني أساعد والدي ما استطعت في تدبر حاجات المنزل من خلال شراء الخضار والفواكه”.
وتابعت لـ “أثر”: صحيح أن المردود البسيط للقهوة يساعدني قدر المستطاع على تدبّر مصاريفي، لكن هناك أشياء كثيرة أنا بحاجتها ولا أستطيع شراءها، بسبب غلاء أسعارها من جهة، وعدم وجود المردود المادي الذي يسمح بشرائها من جهة أخرى.
وتحلم أريج في تطوير مشروعها الصغير، إذ ختمت كلامها لـ “أثر” قائلة: “أحلم بمشروع أكبر بقهوة كبيرة لها جدران أستطيع فيها تقديم جميع أنواع المشروبات خاصة خلطات المشروبات الساخنة التي تحتاج لوجود “آلة اسبرسو” غالية الثمن، وبراد صغير لحفظ الحليب المكوّن الأساسي في الخلطات”.
صفاء علي ـ طرطوس