منذ اللحظة الأولى لإعلان القيادة المركزية الأمريكية عن تعيين محمد فريد القاسم، قائداً لـ”مغاوير الثورة” بديلاً عن “الطلّاع” بالقوّة، في التنف جنوبي سوريا، بدأت تبدي حالة اهتمام ودعم لـ”القاسم” بعد موجة احتجاجات كبيرة شهدتها منطقة التنف ومخيم الركبان، والتي تغلبت عليها واشنطن بالقوّة.
وكان آخر هذه التحركات، اجتماع عُقد أمس السبت بين “القاسم” ومسؤولين في “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، ووفقاً لما نشره حساب “مغاوير الثورة” على “تويتر”، تم خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع في المنطقة، وسبل تطويرها في كافة المجالات، وذلك بعد مرور 5 أيام على اللقاء الذي جمعَ بين “القاسم” و قائد قوة المهام المشتركة اللواء ماكفارلين.
وكذلك، أفاد حساب “مغاوير الثورة” على “تويتر” بأن “القاسم” أمر بتسيير دوريات على الحدود الأردنية، وفي هذا السياق نقل موقع “المدن” عن مصدر عسكري من “مغاوير الثورة” قوله: “إن واشنطن بدأت بالفعل بعقد اجتماعات مع المخابرات الأردنية التي تمتلك مقراً في قاعدة التنف؛ من أجل النظر بالآليات الواجب استخدامها بهدف تشكيل مجموعات مدعومة من قِبلها وزيادة التعاون مع أخرى”، وزعم المصدر أن المقترح جاء بطلب أردني بسبب التهديدات المتواصلة على حدوده.
فيما يأتي حديث “مغاوير الثورة” عن الوضع الأمني للحدود السورية-الأردنية، بعد أيام من إعلان ملك الأردن عبد الله الثاني: إنه “بجهود الجيشين السوري والأردني والأجهزة الأمنية تم ضمان أمن الحدود”.
وكانت أول القرارات التي اتخذها “القاسم” بعد تسلّمه لمنصبه، هي إلغاء كافة الضرائب المفروضة على السيارات التجارية الداخلة والخارجة من منطقة “55 كيلو متر” في التنف، واستقبل بعد أيام من هذا القرار وفداً مما يسمى بـ “الهيئة السياسية لمخيم الركبان” ووجهاء العشائر في مقر القاعدة.
الإعلان عن تعيين “فريد القاسم” قائداً لـ”مغاوير الثورة” كان عبر مقطع فيديو يُظهر أحد المسؤولين في القيادة الأمريكية، وهو يستقبل “القاسم” كقائداً للفصيل المذكور، حيث تم بث هذا الفيديو بعد ساعات من بيانٍ أصدره “مغاوير الثورة” للتعبير عن رفضهم لتعيين “القاسم” قائداً لهم، لتبدأ فيما بعد الاحتجاجات والتحركات المعارضة لتزعم “القاسم”، ليقوم “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن بتطويق قاعدتها في التنف وأمر العناصر الموجودة في القاعدة والتّي لا تنتمي لـ”التحالف” بمغادرتها بدون أسلحتهم سيراً على الأقدام، وأفادت تقارير حينها بأن عقب الأمريكي الحصار تم الاتفاق على تسلّمه القيادة دون أي مشكلات وبشكل سلمي.
يُشار إلى أن مصادر “أثر” أكدت سابقاً أن تعيين “القاسم” جاء بنصيحة من الاستخبارات البريطانية، لافتة إلى أن القوات البريطانية، هددت معارضيّ “القاسم” بالإقصاء من مناصبهم مع منعهم من مغادرة منطقة خفض التصعيد، التي تُعرف باسم “منطقة الـ 55 كم”.