أثر برس

لقالق وصقور تعبر سوريا.. تحذيرات من صيدها خلال رحلة الهجرة

by Athr Press G

خاص || أثر برس رُصدت خلال اليومين الماضيين في سماء العاصمة دمشق وريفها، أسراب من الطيور المهاجرة معلنة بداية رحلتها إلى إفريقيا بعد أن قضت الصيف في أوروبا، وهذا علمياً يعتبر مؤشر على اقتراب فصل الخريف وانتهاء فصل الصيف الحار.

عن هذه الظاهرة، تحدث مسؤول التنوع الحيوي والبيئي في الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق أسبر الريم لـ “أثر برس” مبيناً أنه مع تبدل الفصول الصيف والخريف تنشط هجرة الطيور نشاطاً كبيراً، وتعد سوريا أحد أهم خطوط الهجرة الرئيسية بين النصف الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، مبيناً أنه تم رصد أسراب مهاجرة من الصقور واللقلق في سماء العاصمة وريفها في اليومين الماضيين.

وبيّن أن تواقيت الهجرة متنوعة على مدار السنة؛ ففي كل موسم أو شهر توجد هجرة لنوع معين ولكن تكون الهجرة في ذروتها عند التبدل الفصلي بين الصيف والخريف وبين الشتاء والربيع، منوهاً بأننا في التوقيت الصحيح لموسم الهجرة وهذا بمنزلة إعلان دخول فصل الخريف، إضافة إلى ذلك يعد هذا مؤشراً على أن منطقتنا لا تعاني من تبدلات غير مألوفة كما يجري الآن في أوروبا؛ إذ أنها تعاني من تبدلات استثنائية نتيجة الجفاف، وهذا سيؤدي إلى تغير في خطوط هجرة الطيور فيها.

وتابع: “نحاول دوماً رصد هذه الظواهر ومتابعتها لتقييم التبدلات البيئية وآثارها السلبية والإيجابية”، موضحاً أن الصيد الجائر من إحدى الآثار السلبية في منطقتنا، وخصوصاً في موسم الهجرة؛ فالصيادون متمرسون وهم على معرفة بأوقات ومواسم الهجرة بشكل دقيق، إذ أنهم يترصدون دوماً هذه الأسراب ويصطادون منها اصطياداً غير قانوني ودون أي ضوابط.

وأضاف الريم أن الصيد يجري بطريقتين إما من خلال إطلاق النار على الطيور بواسطة البنادق أو عن طريق رمي شباك، وهذا يؤدي إلى حجز كميات كبيرة من الطيور، مشيراً إلى أن هذه الأنواع من الطيور من ضمنها اللقلق والصقور لا توجد منها فائدة للبشر لا من حيث الغذاء ولا التربية، ويجري اصطيادها بغرض التسلية لا أكثر.

كما أوضح أن الصيد بطرق غير شرعية يضر بالتوازن البيئي ويجعل الطيور تغير مساراتها، فبعضها وخلال رحلة هجرتها تكون سوريا وبلاد الشام إحدى محطاتها للتكاثر، وفي حال تعرضت للصيد بتلك الطرق تغير مسارها لأماكن أخرى وتنخفض نسبة تكاثرها، وهذا يجعلها مهددة بالانقراض.

وأشار الريم إلى أن هناك قوانين تمنع الصيد ولكنها غير مفعلة، وتتواصل الجمعية دوماً مع الجهات المعنية ولكن جميع الحلول المطروحة هي إسعافية، لافتاً إلى أنهم يسعون لنشر التوعية؛ فهي أسلم طريقة لمحاربة الصيد الجائر.

الجدير ذكره أن رحلة هجرة طائر اللقلق تستغرق 26 يوماً في حين تدوم رحلة العودة 49 يوماً، ويقدر عمر اللقلق بنحو 35 عاماً ويعتاد على العيش في أسلوب محدد ونادراً ما يغير أماكن تكاثره وحضانته للبيوض ومواقع سكنه في فصل الشتاء.

لمى دياب – دمشق

اقرأ أيضاً