خاص|| أثر برس تجددت ظاهرة وصول الأفاعي إلى منازل الحلبيين ليلة أمس، من خلال ظهور ثعبان، في أحد الأبنية السكنية بحي الزبدية، متسبباً بحالة من الذعر بين الأهالي، الذين سارعوا للاستعانة بفوج إطفاء حلب.
وقال مصدر في فوج إطفاء حلب لـ “أثر”، إن مقسم الفوج تلقّى بلاغاً من أهالٍ في حي الزبدية، أكدوا خلاله رؤيتهم لذكر أفعى، “حنش” كما يسمى بالعامية، في البناء الذي يقطنون به، حيث سارعت وحدات الفوج إلى موقع البناء وبدأت عملية البحث عن “الحنش” في المكان الذي أبلغ عنه الأهالي.
وتمكن عناصر الفوج من حصر وجود “الحنش” في منزل مهجور بقبو البناء، وجرى التعامل معه وإمساكه وتأمين المنزل بشكل كامل، حيث تم العمل بعد ذلك وفق الآلية التي يعتمدها فوج إطفاء حلب في مثل تلك الحالات، لناحية إطلاق “الحنش” في الأراضي الصحراوية البعيدة عن مدينة حلب.
“حنش” الزبدية، لم يكن الأول من نوعه الذي يظهر في مدينة حلب على صعيد الأفاعي، منذ اشتداد موجة الحر، حيث كانت سيدة قد تعرضت قبل يومين، للدغة أفعى ظهرت في منزلها بحي “بني زيد” في الأشرفية، ما استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما سارعت وحدة من إطفاء حلب إلى المنزل، وتعاملت مع الأفعى خلال وقت قصير.
كما تعامل فوج الإطفاء أيضاً مع وكر كامل يحوي أفعى واثنين من فراخها، داخل سقيفة منزل في ساحة “القلعجي” بحي شارع النيل، حيث اشتبه السكان المنتقلين حديثاً إلى المنزل، بوجود أفعى في السقيفة، فسارعوا إلى الاتصال وإبلاغ إطفاء حلب بما يحدث.
وأشار أحد أقارب أصحاب المنزل لـ “أثر”، إلى أن العائلة عادت حديثاً للسكن في المنزل، بعد أن بقي مهجوراً لسنوات، حيث كان يحوي مجموعة من الأثاث و”الكراكيب” القديمة، وقد اشتبهوا بوجود الأفعى في سقيفة المنزل، بعد ملاحظتهم حركة وأصوات فحيح غير طبيعية بداخلها، ما استدعى اتصالهم بفوج الإطفاء.
ولدى وصول وحدات الفوج ومعاينتهم سقيفة البيت، عثر عناصر الإطفاء على وكر الأفاعي الثلاث، وتمكنوا من إخراجها والتأكد من عدم وجود أي أفاعٍ أخرى في المنزل، ليعملوا بعد ذلك على إطلاقها في الأرض الصحراوية التي تتواجد على طريق أثريا- خناصر جنوب شرق حلب.
وتضمنت الحوادث الثلاثة، عدة قواسم مشتركة أبرزها وجود أراضٍ فارغة “خرابات” قرب الأبنية التي ظهرت فيه الأفاعي، إلى جانب أن اثنين من المنازل مهجوران منذ مدة طويلة، عدا عن كون جميعها تقع في طوابق منخفضة.
إن ظهور الأفاعي في منازل الحلبيين خلال فصل الصيف الجاري، ليس الأول من نوعه، حيث شهد صيف العام الماضي العديد من الحوادث المشابهة، في ظل اشتداد درجات الحرارة وارتفاعها، ما يتسبب بخروج الأفاعي من أوكارها إلى أماكن مناسبة للعيش من حيث المناخ.
ورغم أن ظهور الأفاعي في المنازل المهجورة والأقبية، يعد أمراً طبيعياً في ظل الحرارة المرتفعة، إلا أن العديد من أبناء حلب ممن استقصى “أثر” آراءهم، حمّلوا المسؤولية على المعنيين في مجلس مدينة حلب، الذين لم يتخذوا أي إجراءات فعلية للحد من تلك الظاهرة، التي ما تزال تستفحل يوماً بعد يوم، كما هو الحال بالنسبة لظاهرة انتشار القوارض كـ “الجرذان، والفئران”، التي تنشط بشكل كبير خلال فصل الصيف.
والحال أن مدينة حلب لم تشهد منذ دخول الصيف الجاري أي حملات فعلية لرش المبيدات الحشرية أو حملات مكافحة القوارض، ما زاد من انتشار “الناموس” والحشرات المتنوعة الأشكال والأحجام في مختلف أحياء المدينة، وسط مطالبات حثيثة من الأهالي بتنفيذ حملات الرش في أسرع وقت ممكن لتخليصهم من معاناتهم اليومية مع الحشرات على الأقل.
زاهر طحان – حلب