خاص || أثر برس صعّدت قوات الاحتلال التركي من عمليات قصفها باتجاه القرى الخارجة عن سيطرتها في ريف حلب الشمالي، ونفّذت خلال ساعات الليلة الماضية سلسلة من الضربات المدفعية باتجاه تلك القرى لليوم السادس على التوالي، موقعةً المزيد من الأضرار المادية بممتلكات المدنيين والأراضي الزراعية.
وأوضحت مصادر “أثر برس” في ريف حلب الشمالي، بأن الليلة الماضية شهدت أحداثاً بالجملة تدل على التصعيد التركي الكبير باتجاه قرى الريف الشمالي التي تسيطر عليها “قوات تحرير عفرين” التابعة لـ “الوحدات الكردية”، حيث كانت البداية مع أعمال القصف المدفعي العشوائي الذي طال كلاً من قرى “عين دقنة” و”مرعناز” و”البيلونية”، وصولاً إلى محيط بلدة “تل رفعت”.
وأشارت المصادر إلى أن القصف التركي ألحق أضراراً كبيرة بممتلكات المدنيين في القرى المستهدفة، على صعيد المنازل والأراضي الزراعية التي تعرضت الأشجار المثمرة الموجودة ضمنها لأضرار كبيرة جراء القذائف.
وتزامنت عمليات القصف التركي مع هجومين نفذتهما المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي باتجاه قريتي “عين دقنة” و”مرعناز”، في محاولة للسيطرة على هاتين القريتين، لتدور إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين مسلحي أنقرة من جهة و”قوات تحرير عفرين” من جهة ثانية.
واستمرت الاشتباكات على محوري القريتين لعدة ساعات، حيث استخدم الجانبان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى بين صفوف الجانبين.
وأكدت المصادر بأن المسلحين التابعين لتركيا انسحبوا من محاور الاشتباك تحت وطأة الخسائر، دون أن يتمكنوا من الوصول إلى “مرعناز” و”عين دقنة”، حيث لم تسفر الاشتباكات عن حدوث أي تغيير يذكر على خارطة السيطرة في ريف حلب الشمالي بشكل عام.
اللافت في أحداث ريف حلب الشمالي، تمثل في التصعيد التركي غير المسبوق باتجاه القرى الواقعة بين منطقتي إعزاز وعفرين، كونه لم يسبق لتلك القرى أن شهدت مثل هذا القصف العشوائي المستمر منذ دخول قوات الاحتلال التركي إلى منطقة عفرين، وخاصة أن القصف التركي الحالي دخل يومه السادس على التوالي دون أي توقف، كما أنه شمل رقعة واسعة من القرى كـ “مرعناز” و”المالكية” و”شوارغة” و”منغ” و”البيلونية” و”عين دقنة” و”تل رفعت”.
وبيّنت المصادر بأن التصعيد التركي الحالي، قد يكون مؤشراً لنية تركية بتنفيذ عملية عسكرية جديدة، تستهدف القرى الخارجة عن سيطرتها في ريف حلب الشمالي، لتوسيع مناطق نفوذها شمال حلب من جهة، وتأمين الطرق الواصلة بين منطقتي عفرين وإعزاز من جهة ثانية.
يذكر أن قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التبعة لها، سيطرت على منطقة عفرين إبان عملية “غصن الزيتون” التي بدأتها مطلع عام /2018/، بعد معارك عنيفة مع مسلحي “الوحدات الكردية”، فيما بقيت بعض القرى الواقعة شرق عفرين التي يطلق عليها اسم “منطقة الشهباء”، تحت سيطرة “الوحدات”.
زاهر طحان – حلب