أثر برس

لماذا تتفق أمريكا مع نووي كوريا ولا تتفق مع نووي إيران؟

by Athr Press R

بعد سنوات من العلاقات المتأزمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، تعقد اليوم الجلسة التاريخية بين ترامب وكيم جونغ بصورة حملت خلفها كثير من الضرورات الأمريكية في مثل هذا التوقيت.

حيث وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في ختام لقائهما صباح اليوم، مذكرة تفاهم مشتركة تؤكد نتائج المفاوضات بينهما والالتزام بمواصلتها.

وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات صحفية عقب ذلك: “إن الوثيقة شاملة ونتائج القمة سترضي الطرفين، العلاقة مع كوريا الشمالية ستكون مختلفة بشكل كبير عما كانت عليه”، لافتاً إلى أن القمة “نجحت بشكل يتجاوز كل التوقعات”.

ووافق كيم على “نزع كامل الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية” وهي الصيغة المفضلة لبيونغ يانغ لكنها لا تلبي المطلب الأميركي الثابت بتخلي كوريا الشمالية عن ترسانتها النووية بشكل “قابل للتحقق ولا عودة عنه”، على عكس الاتفاق النووي الإيراني الذي وافقت فيه الأخيرة على كامل الشروط الأوربية ومنها دخول منظمة حظر الأسلحة النووية إلى المنشآت النووية الإيرانية للتحقيق.

حيث كتب “روبرت كيلي” أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوسان: “تنازلان إضافيان من ترامب في المؤتمر الصحافي.. وقف المناورات العسكرية مع الجنوب والأمل بسحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية”، مضيفاً “وماذا حصّلنا من كوريا الشمالية؟ توقفوا عن التنازل دون مقابل”.

وكل هذه الأمور تشير إلى أن الخلاف الأمريكي-الإيراني لا يقوم على مبدأ الأسلحة النووية وإنما يرتبط بالكثير من السياسات الإيرانية المناقضة للولايات المتحدة كالتعاطي مع الكيان الإسرائيلي ودعم بعض حركات التحرر العربية.

لماذا يتنازل ترامب أمام كيم جون بهذا الشكل؟

ذهب بعض المحللين إلى قراءة سلوك ترامب الأخير على أنه محاولة لكسب الجمهور الأمريكي بتخفيض عدد القوات الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية.

حيث قال ترامب في مؤتمره الصحافي بعد القمة إنه سيوقف المناورات الحربية السنوية مع العاصمة الكورية الجنوبية “سيول” والتي تندد بها بيونغ يانغ اذ تعتبرها محاكاة لاجتياحها.

وأضاف “سنوقف المناورات ما سيوفر علينا مبالغ طائلة” مضيفاً إنه يريد سحب قواته من الجنوب “في مرحلة ما”.

في حين ذهب آخرون إلى قراءة الاتفاق على أنه يأتي في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى التوجه لخلافها مع إيران وتنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، لذلك يسعى ترامب إلى حلحلة بعض الملفات العالقة منذ سنوات والتي من شأنها التأثير سلباً عليها مستقبلاً.

فهل باتت الولايات المتحدة تسعى لحل بعض الأزمات العالمية المرتبطة بها للتركيز على الملف الإيراني؟ خصوصاً، في ظل المحاولات الأمريكية لحل الأزمة الخليجية والتقارب الإسرائيلي – الخليجي – الأمريكي القائم مؤخراً تحت سمى “صفقة القرن”.

اقرأ أيضاً