أثر برس

لماذا لا ينجح المدرب السوري مع المنتخبات الوطنية؟

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

لماذا ينجح أغلب المدربين العرب عندما يدربون منتخبات بلادهم في الوقت الذي يفشل فيه المدرب السوري بفعل ذلك عند تدريبه لمنتخب بلاده؟، حتى أن من نعتبره ناجحاً لحد ما لا يمكننا مقارنته بإنجازات بعض المدربين العرب الذين دربوا منتخبات بلادهم كالمصري حسن شحاتة، والجزائري جمال بلماضي، والمغربي الذي يتألق حالياً في كأس العالم وليد الركراكي، وقبلهم الشتالي التونسي، ومحمود الجوهري المصري، وعمو بابا العراقي وغيرهم من المدربين العرب.

هل فعلاً للمدرب السوري حدود فنية وفكرية غير قادر على تجاوزها فرضتها عليه ظروف معينة كعدم القدرة على تطوير نفسه بسبب الوضع المادي، وعدم اهتمام اتحاد الكرة بهذا الأمر فلم يفكر بتطوير المدربين وهذا ما أفقده الثقة بنفسه فأثر في قدرته بقيادة المنتخبات.

بعض المدربين السوريين أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع بينما امتنع آخرون ممن طلبنا منهم إبداء رأيهم بكل أسف، وربما تخوفوا من قول الحقيقة حتى لا يكونوا ضحية تصريحاتهم مستقبلاً.

وليد أبو السل: المدرب السوري غير مؤهل

يقول لاعب منتخبنا الوطني السابق والمدرب والخبرة الكروية المعروفة وليد أبو السل بصراحته المعهودة لموقع “أثر” إنه يشفق على مدربينا الوطنيين عند تعيينهم مدربين للمنتخبات لأنهم غير مؤهلين لهذه المهمة لا فنياً ولا تكتيكياً، بالإضافة للتدخلات والمحسوبيات وما يفرض عليهم من أصحاب القرار.

ويتابع أنه لم يشاهد مدرباً وطنياً له بصمة فنية أو طريقة لعب تجعلنا نشعر بوجوده على الدكة وما يراهم أطلق عليهم اسم (ممرن).

مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي والكلام لأبو السل تشعر به يحرك اللاعبين كيفما شاء داخل الملعب وهو يتمتع بشخصية رائعة تجعل اللاعبين يحترمون فكره ويطبقون المهام الموكلة إليهم بمنتهى الانضباط.

ويؤكد أبو السل أن المدرب الذي يجب أن يقود المنتخب عليه أن يدرك أن آمال شعب بأكمله متعلقة به، وبالتالي يجب أن يكون مؤهل لهذه المهمة أو الأمانة، وأن يمتلك المؤهلات والخبرة واتبع دورات متقدمة في جميع المدارس الأوروبية المتطورة، ولكن للأسف الشهادات عندنا تعطى هدايا لبعض المدربين من أصحاب القرار في اتحاد الكرة.

حسن شحاتة وبادو الزاكي وعدنان حمد ومحمود الجوهري وجمال بلماضي وغيرهم من المدربين العرب الذين نجحوا مع منتخبات بلادهم لديهم طرق فنية وتكتيكية وأسلوب لعب يفرضونه على اللاعبين الذين يتقيدون به في أرض الملعب بكل دقة واحترافية عالية.

ويختم نجم دورة المتوسط عام 1987 بأسى: “أعان الله مدربينا لا مؤهلات ولا خبرة ولا لون ولا طعم ولا رائحة”.

مدرب الفتوة الكابتن ضرار رداوي: التخطيط أولاً والتنفيذ مشترك

مدرب الفتوة الكابتن ضرار رداوي قال لموقع “أثر”: “أظن أن المدربين العرب الذين قادوا منتخباتهم الوطنية نجحوا بنسب متفاوتة، فمنتخبات مصر والعراق وتونس نجحوا على المستوى القاري فقط ولم ينجحوا على المستوى العالمي، وهذا ما حصل مع منتخب الجزائر ومدربه جمال بلماضي فالنجاح كان محدوداً وكان قارياً فقط”.

وأضاف: “أما على المستوى العالمي فما حصل مع مدرب المنتخب المغربي (الركراكي) كان طفرة وليست مقياساً، لأن المدرب استلم الفريق قبل شهرين من انطلاقة المونديال، ونجح لأسباب عدة منها وجود عناصر على مستوى عالٍ جداً، وامتلك المنتخب المغربي الشخصية والقدرة على مقارعة الكبار والدليل في المونديال الماضي، إذ قدم المنتخب المغربي أداء رائعاً، بالعموم الركراكي أحد أسباب نجاح المنتخب المغربي لتعامله الواقعي مع المباريات وتوظيف الأوراق الممتازة التي يمتلكها ولكن هذه التجربة ليست مقياساً”.

وتابع: “أظن أنها صدفة فلو كان مدرب المغرب أجنبياً لكان الحال نفسه، ولذهب المنتخب بعيداً، المهم هو الفكر الذي يلعب به المدرب ومدى قدرة اللاعبين على التطبيق، فلاعبو المغرب يمتلكون الجودة والإمكانيات التي تجعلهم يفرضون إيقاعهم على الخصم، بالإضافة للتوفيق الذي لازم الفريق”.

وختم حديثه: “فيما يتعلق بنا في سوريا الموضوع ليس موضوع مدرب سواءً محلي أم أجنبي، نحتاج إلى تغيير شامل على مستوى البنى التحتية والعقلية التي تدار بها كرة القدم، المشاكل الإدارية يجب أن تُحل قبل المشاكل الفنية، بغض النظر عن المدرب، التخطيط أولاً، وضع خطط قريبة وخطط بعيدة، والتنفيذ يجب أن يكون مشترك بين الاتحاد والأندية”.

فادي جباوي: المدرب العربي متفوق على السوري

المدرب محلل الأداء فادي جباوي قال لموقع “أثر” : “المدرب العربي يتفوق على المدرب السوري لأنه يعمل على تطوير نفسه باتباع دورات صقل متتالية في العام الواحد بإشراف مدربين عالميين، بالإضافة إلى ورشات عمل تطور من مستواهم، كما أن الدوريات العربية أقوى والالتزام بمواعيدها مقدس، وتمنح الاتحادات العربية عند تعيين مدربين من بلادها لمنتخباتها المدرب صلاحيات كاملة من انتقاء للاعبين للكادر المساعد الذي له دور كبير في النجاح إلى اختيار أماكن المعسكرات حسب المباراة أو البطولة التي سيشاركون بها”.

وأضاف: “أما في سوريا فلا يتم تقديم إلا اليسير من ذلك للمدرب السوري الذي يشعر أنه محارب فيفقد ثقته بنفسه ولا يستطيع إخراج كل ما لديه وينعكس ذلك على أداء اللاعبين وبالتالي عدم تحقيق النتائج الجيدة عكس ما يكون الأمر عندما يدرب منتخبنا مدرب أجنبي أو عربي، وجميعنا يذكر ما تم تقديمه للمدرب نبيل معلول الذي قُدم له كل شيء ولم نحصل منه على شيء”.

وتابع: “المدربون الوطنيون الذين يعملون في الدوري السوري يشبه بعضهم بعضاً لحد كبير في الأداء والفكر لضعف الدوري بسبب سوء أرضيات الملاعب ووصول اللاعب لمرحلة اللعب مع فريق الرجال وهو غير مؤهل كونه لم يتم صقله منذ الصغر وتطويره ولذلك يجدون صعوبة في نقل أفكارهم إليه، وعندما ينتقل للمنتخب ويلاقي منتخبات أخرى يجد البون شاسعاً بينه وبالتالي تكون الخسائر هي النتيجة الحتمية”.

نقي علوش مساعد مدرب الشرطة: لا توجد مقومات النجاح للمدرب السوري

قال علوش لموقع “أثر”: “يفشل المدرب الوطني مع منتخباتنا لعدم وجود أدنى مقومات النجاح من ملاعب وأدوات وإدارات وغيرها دائرة العمل ضيقة والويل لمن يتخطى الدائرة المرسومة له سلفاً، فالمنتخب أسري بحت لذلك منتخبنا منتخب (طجت لعبت)”.

وأضاف: “ينجح المدرب العربي مع منتخبه لأن لأمور معكوسة لما هي عندنا حيث يوجد أريحية وحرية بالعمل للوصول لهدف تم رسمه وتحديده مسبقاً، أي أن الأفق واسع في العمل عندهم بينما لا يوجد أفق عندنا”.

تعقيب:

مدربنا الوطني مظلوم دائماً فهو مظلوم مادياً ومظلوم فكرياً وفنياً لأنه غير قادر على تطوير نفسه لعدم إجراء الاتحادات المتعاقبة على الكرة السورية دورات تدريبية عالية المستوى في سوريا فلا يستطيع إلا الميسور منهم مادياً السفر وإجراء هذه الدورات، والدليل قلة المدربين السوريين الذين يحملون شهادة PRO التي لا يحملها مدرب المنتخب الوطني الحالي.

كما أن المدرب السوري هو الحلقة الأضعف لأنه معرض للإقالة عند أول هزة لأن الإدارات لا تملك صبراً عليه ولا تملك الإمكانيات لتعيين مدرب قبل وقت كافٍ من المسابقات خوفاً من الدفع الذي تعتبره بلا طائل، فتتعاقد مع المدرب قبل وقت قصير من أي بطولة فلا يتسنى له إعداد فريقه جيداً فتضطر الإدارة لإقالته خوفاً من غضب جماهيرها.

محسن عمران

اقرأ أيضاً