خاص|| أثر برس اعتاد السوريون في أول أيام العيد زيارة المقابر ووضع أغصان من نبات “الآس” على القبور فتكتسي بثوب أخضر وتفوح منها رائحة طيبة، حيث يزداد الطلب على هذا النبات في العيدين “عيد الفطر وعيد الأضحى”، ويباع أمام المقابر أو في الأسواق، لكن السؤال الذي يطرح هو لماذا تم اختيار هذا النبات تحديداً لوضعه على القبور؟
يمتهن اليوم الكثير من الشباب أو النساء مهنة بيع الـآس على باب المقابر، مقابل مبلغٍ زهيد ثمن ربطة من تلك النبتة، ويقول أبو سعيد (بائع آس) أمام إحدى مقابر دمشق لـ”أثر” إنه “يبيع الآس للناس بشكل دائم فهي مهنته منذ زمن ويزرعها في منزله حتى لا يتكلف بشرائها” مبيناً أن الأسعار اليوم تغيرت عن الماضي بشكل كبير ولأنها مهنته الدائمة فهو يضطر أن يرفع ثمنها ليستطيع أن يؤمن احتياجاته اليومية.
وعن اختيار نبات الآس لوضعه على القبور يرجع “أبو سعيد” ذلك لكونه يتميز بمقاومته للجفاف والبرد، كما يقال بأن نبات الآس ترشح منه قطرات من الماء تسقي القبر.
وبهذا السياق أوضح الخبير الزراعي أكرم عفيف لـ “أُثر” أن هذه النبتة تزرع بأماكن عديدة في المحافظات السورية ومن الممكن أن تنبت في الطبيعة لوحدها، موضحاً أن هذه النبتة عطرية ومن الممكن أن يتم استخدامها للأكل مع إكليل الجبل والزعتر البري وورق الغار إضافة إلى أنه يوجد نوعان لها: آس ورق عريض يظهر على ضفاف الأنهار، أما الآس ذو الورق الناعم فيظهر في الجبال والأحراش وله رائحة طيب وهو يثمر وتؤكل ثماره.
وتابع أن هذه النبتة تعد من النوع الحراجي ولا تحتاج إلى رعاية خاصة، مشيراً إلى أنه جرت العادة أن يتم وضعها مع ورق الكينا عند غسل الميت لأنها تعطي مادة عطرية تحفظ على الجثة من التحلل.
وأضاف عفيف أن “الرسل والأولياء في القدم كانوا يصنعون من الآس إكليلاً ويضعونه على رؤوسهم وهي نبتة مقدسة عبر التاريخ” مبيناً أن سعر الشتلة في مشاتل الدولة لا يتجاوز 1500 ليرة سورية.
وليست دمشق وحدها من حملت ذلك الموروث، ففي باقي المحافظات السورية، كناياتٌ تستخدم فيها تلك الزهرة، كما هو الحال في محافظة حمص، التي يردد نسوتها ورجالها القدماء عبارة “المقبرة بلا آس ما بتنداس”.