تعتزم بولندا الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، إغلاق آخر معبرين حدوديين مفتوحين مع بيلاروسيا، لمنع استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي: “نحن ندرس حالياً عواقب مثل هذا القرار على الاقتصاد البولندي والمجتمعات المحلية”، بحسب موقع “مهاجر نيوز”.
ويأتي هذا القرار بسبب حركات الهجرة المستمرة عبر بيلاروسيا، والتي تقول بولندا إنها مُدبَرة من قِبل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وروسيا وبدأت لأول مرة في منتصف عام 2021، علماً أنه منذ ذلك الحين، عززت بولندا تحصين حدودها الممتدة بطول 400 كيلومتر مع بيلاروسيا، وأعادت مؤخراً إقامة منطقة عازلة محظورة لتشديد الإجراءات الأمنية وسط تزايد المواجهات بين السلطات والمهاجرين غير النظاميين، بحسب الموقع المذكور أعلاه.
وفي وقت سابق، لقى جندي بولندي حتفه بعد تعرضه للطعن في صدره من قبل مهاجر وصل عبر سياج أقيم على الحدود لمنع عبور المهاجرين، على الحدود مع بيلاروسيا.
وتربط بولندا مع بيلاروسيلا 6 معابر حدودية، اثنان منها فقط مفتوحان حالياً.
وبحسب موقع “دويتشه فيله” فإن المهاجرين قاموا بما يقارب 150,000 محاولة للعبور إلى بولندا أو ليتوانيا أو لاتفيا من بيلاروسيا منذ عام 2021، إذ تم تسجيل ما يقارب من 100,000 من محاولات العبور تلك على حدود بولندا، تليها لاتفيا بحوالي 25,000 محاولة ثم ليتوانيا بـ 22,000 محاولة، مضيفة: “من الضروري هنا الأخذ في الاعتبار أن الشخص الواحد يمكن أن يكون قد حاول العبور عدة مرات”.
وكانت أنفقت الدول الثلاث الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مئات الملايين من اليوروهات لتأمين حدودها بسياج من الأسلاك الشائكة المزودة بآلاف الكاميرات وأجهزة استشعار الحركة، كما زادت هذه الدول من عدد الجنود وحرس الحدود المتمركزين على حدودها مع بيلاروسيا.
ومنذ مطلع آب 2021، بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين معظمهم من الشرق الأوسط (سوريا، العراق، السودان، أفغانستان..) في العبور إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا، مما أدى إلى تقطع السبل بالآلاف في المناطق الحدودية لعدة أشهر وتسبب في وقوع أزمة إنسانية وتعرض بعضهم لظروف مناخية شديدة البرودة لأسابيع.
يشار إلى أن 55 مهاجراً على الأقل لقوا حتفهم في المنطقة الحدودية منذ آب 2021، بحسب تقديرات منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
واندلعت أزمة اللاجئين بين بيلاروسـيا والاتحاد الأوروبي بعد عقوبات أوروبية فرضت على بيلاروسـيا، واتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتنسيق وصول موجة المهاجرين واللاجئين “معظمهم من الشرق الأوسط” إلى الجانب الشرقي من حدود الاتحاد، رداً على العقوبات التي اتخذت بحق بلاده.
ويسافر طالبو اللجوء إلى بيلاروسيا أولاً، ثم يتابعون طريقهم بعد ذلك عبر ليتوانيا وبولندا في اتجاه الغرب، وغالباً ما يستعينون بمهربين لإيصالهم إلى ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي.