لا تزال أزمة المهاجرين العالقين عند الحدود البيلاروسية ـ البولندية مستمرة حتى اللحظة، حيث نظّم مهاجرون من الشرق الأوسط مسيرة احتجاجية قرب مركز النقل واللوجستيات، عند نقطة تفتيش بروزجي الواقعة عند الحدود، وذلك رفضاً لترحيلهم إلى بلدانهم.
ووفقاً لوكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن المئات من المهاجرين تجمعوا أمس الأحد، في الممرات والمنطقة القريبة من المركز وقالوا إنهم لم “يأتوا إلى الحدود للعودة إلى ديارهم”، مبينين أنهم ينتظرون ممر إنساني إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأعدت السلطات البيلاروسية مركزاً للنقل والخدمات اللوجستية يقع بالقرب من نقطة التفتيش الحدودية لإيواء المهاجرين، علماً أن المهاجرين حتى اللحظة يعودون إلى أوطانهم على أساس فردي.
ولا تزال محاولات عبور المهاجرين الحدود من بيلاروسيا مستمرة، وفي 30 من تشرين الثاني الماضي، أعلنت السلطات البولندية، عن تسجيل 134 محاولة عبور غير قانونية لمهاجرين على حـدود بلادها مع بيلاروسيا، خلال يوم واحد فقط.
وبحسب وسائل إعلام بولندية فقد لقي ما لا يقلّ عن 10 أشخاص حتفهم في هذه المنطقة الـحدودية، ووفقاً لأحدث حصيلة نشرتها المفوضية الأوروبية في نهاية تشرين الثاني، فقد وصل من بيلاروسيا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي في 2021 ما يقارب 8 آلاف مهاجر يتوزّعون على 4285 مهاجراً في ليتوانيا و3255 في بولندا و426 في لاتفيا.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وثّقت في 24 من تشرين الثاني الماضي، دفع حرس حدود بيلاروسيا لاجئين لمحاولتهم دخول بولندا، مؤكدةً أن معظم المحاولات تنتهي بإعادة اللاجئين قسراً إلى بيلاروسيا وتعرضهم للمزيد من الانتهاكات.
وفرضت بولندا حالة طوارئ 30 يوماً على القطاع الحدودي مع بيلاروسيا في 2 أيلول الماضي، ليتم تمديدها لاحقاً إلى 60 يوماً، لتمنع أي أحد باستثناء حرس الحدود وقوات الأمن الأخرى من الوصول إلى المنطقة.
ويتّسم الوضع على الحـدود بالتوتر، وهناك آلاف المهاجرين “سوريين، عراقيين، يمنيين..” العالقين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي الذي يتهم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بالسماح للمهاجرين بدخول بلاده ونقلهم والسماح لهم بالذهاب إلى منطقة الحدود، وهو ما ينفيه لوكاشينكو.