خاص || أثر برس أقدم مسلحو الفصائل الموالية لتركيا خلال اليومين الماضيين، على تفكيك وهدم محطة القطار الأثرية الموجودة في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرتهم، في ريف حلب الشمالي.
ويبدو أن عمليات “التحطيب” الجائر التي تم تنفيذها خلال الأعوام الماضية بحق عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة والحراجية، لم تعد تكفي مسلحي تركيا، لتدفعهم أطماعهم إلى حد التعدي حتى على الموجودات القديمة المصنوعة من الخشب التي كان يعتبرها الأهالي من ضمن آثار مدينتهم، وتحديداً محطة القطار الخشبية القديمة الموجودة في عفرين المدينة.
والحال أن الكمية الكبيرة من الأخشاب التي صُنعت منها محطة قطار عفرين، والتي يعود تاريخ إنشاءها إلى أكثر من قرنٍ من الزمن، أسالت لعاب المسلحين، فبادروا إلى تفكيكها وهدمها بالكامل على مرأى من سكان المدينة، غير آبهين بمحاولات ثنيهم عن قرارهم وتوسلات المدنيين إليهم، حيث عملوا بعد تفكيك المحطة على توزيع الكمية الكبيرة من أخشابها بين سوقي مدينتي عفرين وإعزاز، وعرضها للبيع هناك كحطب موسمي للتخزين والاستخدام في التدفئة خلال فصل الشتاء القادم، وفق ما نقلته مصادر “أثر”.
وكانت المجموعات المسلحة التابعة لتركيا، نفّذت على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، سلسلة طويلة من الانتهاكات بحق الغابات والأراضي الزراعية الممتلئة بالأشجار التي تتميز بها منطقة عفرين، من خلال قطع وحرق عشرات الآلاف من الأشجار بما فيها أشجار الزيتون التي تشتهر بها المدينة، مستخدمين قوة السلاح في مواجهة الأهالي الذين يحاولون منعهم، حيث تم تهريب قسم من أخشاب تلك الأشجار مباشرة إلى الأراضي التركية، فيما نُقل القسم الآخر منها إلى سوق مدينة إعزاز لبيعه هناك للسكان كحطب للتدفئة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر “أثر” من مدينة عفرين، بأن مسلحي فصائل تركيا، اقتحموا يوم أمس عدة أبنية سكنية في المدينة، وأجبروا قاطني الشقق الموجودة فيها على المغادرة، قبل أن يستولوا على البنائين بشكل كامل، بذريعة أن صاحبيهما من المتعاملين مع “الوحدات الكردية”.
وأشارت المصادر إلى أن قاطني البنائين، توجهوا صباح اليوم إلى مقر قيادة القوات التركية في مدينة عفرين، لتقديم شكوى بحق المسلحين، في محاولة منهم لاستعادة منازلهم، إلا أنهم قوبلوا بالطرد من قبل القوات التركية دون أن تفلح محاولاتهم في إعادتهم إلى منازلهم، ما جعلهم عرضة للتشرد في شوارع المدينة.
وتعاني منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي منذ اجتياح القوات التركية والمسلحين الموالين لها عام /2018/ من سجل واسع من الانتهاكات والجرائم بحق الإنسانية، التي نفذها مسلحو أنقرة على وجه التحديد، سواء لناحية عمليات “التتريك” المستمرة، أو لناحية التعدي على الأشجار واستملاك الأراضي الزراعية والمنازل، إلى جانب عمليات الخطف والمطالبات بالفدية المالية، الأمر الذي دفع بمعظم سكان المنطقة الأصليين إلى النزوح منها تحت وطأة تلك المعاناة المريرة.
زاهر طحان ـ حلب