فسرت دراسة أمريكية حديثة أوجه التشابه بين اللغات العالمية، وتقارب لغة معينة مع غيرها، لتتوصل إلى أن بعض هذه التشابهات في اللغات ربما تقوم على تفضيل الدماغ معالجة المعلومات بكفاءة.
إذ أوضحت الدراسة أن اللغات الإنسانية تبدو ظاهرياً مختلفة كثيراً، غير أن هناك بالفعل قواسم مشتركة ضمنية، وهي ما يطلق عليها غالباً بـ “عموميات اللغة”، مبينةً أن أغلب النظريات تفترض أن السبب وراء ذلك ينحصر ربما في الدماغ البشري.
وقال المشرف على الدراسة “ماشا فدزيتشكينا”: “إذا كانت عموميات اللغة هذه حقيقية بالفعل، وإذا ما فهمنا أسبابها فيمكنها أن تخبرنا شيئاً عن كيفية اكتساب اللغة أو معالجتها من طرف الدماغ البشري”.
واعتمدت النتائج على تجربة شملت مجموعتين من الأفراد الناطقين باللغة الإنجليزية، إذ تم اختبارهم على مدى 3 أيام، بالاعتماد على لغة مصطنعة صممها الخبراء بطريقة مختلفة عن اللغة الإنجليزية، كما تعلم المشاركون طريقتين للتعبير عن نفس الفكرة.
وأكدت الدراسة أن المشاركين فضلوا بشكل كبير ترتيب كلمات تعتمد على امتداد قصير “المسافة بين الكلمات التي تعتمد على بعضها البعض من أجل عملية التأويل والفهم”، وفسرت ذلك أن الدماغ يفضل بطريقة طبيعية الكلمات والمسافات القصيرة بينها، في حين إذا كانت الكلمات ذات امتداد طويل، فإن ذلك يُصعب من مسألة الفهم بسبب قيود إمكانيات الذاكرة.
وقال الأستاذ فدزيتشكينا: “وجدنا أنه عندما يكون للمتعلمين خيارين لزيادة تعلم التراكيب، فإنهم يميلون إلى خيار تقليص طول الكلمات، وهو ما يجعل معالجة الدماغ البشري للجمل في اللغة أمراً سهلاً”.
وتقدر عدد لغات العالم بنحو 7099 لغة، يتعرض ثلثها تقريباً لخطر الاندثار، فيما تمثل 23 لغة تقريباً أكثر من نصف سكان العالم.