يبدو أن تطبيق الهدنة في الغوطة الشرقية بات أقرب للمستحيل، فبدلاً أن تخف العمليات القتالية تعرض أحد الممرات الإنسانية لخروج المدنيين منها للقذائف وانتهت الساعات المخصصة للخروج منه بعدم خروج أي مدني منها، فيما يهدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بضربات على مواقع تابعة للقوات السورية، مما يجعل هذه الهدنة موضع نقاش لدى المحللين والمراقبين لطرح الأسباب التي تعيق تحقيقها.
فتناولت صحيفة “الثورة” السورية الطريقة التي تتعامل فيها بعض وسائل الإعلام مع التطورات في الغوطة الشرقية، حيث نشرت في صفحاتها:
“نيران أكاذيبها لتصوغ القصص والروايات المفبركة تمهيدا لتنفيذ خطة إرهابية تنقذ حياة مقاتلي المجموعات المسلحة، وتفتح طريقا لمدهم بالسلاح والذخيرة تحت ذريعة المساعدات الإنسانية للمحاصرين ممن يعيشون ظروفا إنسانية صعبة.. الهدف المعلن والصريح أن يتم تأجيل الحسم في الغوطة الشرقية مهما تكن العواقب والاحتمالات، أو في الحد الأدنى فرملة الاندفاعات، فيما كانت البروباغندا المنسقة، وردود الفعل الأميركية بلغة التهديد والوعيد التي وصلت إلى التلويح بالعدوان المباشر”.
أما “الأيام” الفلسطينية فورد فيها:
“ستكون سوريا بعد حسم حرب الغوطة الشرقية، غير سوريا التي كانت قلب الفكرة العروبية، وسوريا المضيافة للأرمن والشركس والفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين في أزماتهم ومحنهم، ستكون مشغولة بإعادة إعمار البلاد بكلفة 400 مليار دولار”.
وجاء في صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية:
“الحفاظ على جيوب مثل الغوطة الشرقية وإدلب، خارج سيطرة دمشق، ينسجم تماماً مع الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، التي تهدف إلى استمرار الحرب بأي وسيلة وتجزئة البلاد إلى شبه دويلات، وبالتالي فتصفية هذه الجيوب تدمر خطط واشنطن، حيث تستطيع الحكومة السورية بعد ذلك أن تبدأ عملية سياسية واسعة النطاق وتعيد الحياة السلمية إلى البلاد”.