باتت الأزمة الاقتصادية في سوريا وأزمة المحروقات خصوصاً، ملفاً للتداول في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وذلك بعدما وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة منذ بداية الحرب السورية إلى الآن، في وقت كانت سوريا تصل إلى مرحلة الاكتفاء والبحث عن بوابات للتصدير.
في هذا الصدد نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالاً أشارت فيه إلى أن “هذه أسوأ أزمة شهدتها البلاد على الإطلاق، أكثر مما كانت عليه في سنوات الحرب، عندما كانت هناك قنوات إمداد غير رسمية”، مشيرة إلى أنه قبل الحرب، كانت سوريا تصدر جزءاً من احتياطياتها المقدرة بنحو 2.5 مليار برميل من النفط.
وأضافت “لوموند” أن “معظم رواسب الهيدروكربون تقع في مناطق خارج سيطرة دمشق الآن، في شرقي البلاد الخاضع للإدارة الكردية، الإمدادات من هذه المنطقة غير منتظمة، ولا يلبي الإنتاج في الحقول التي تسيطر عليها الدولة السورية في وسط البلاد سوى عُشر الطلب المقدر بنحو 200 ألف برميل يومياً يتم استيراد معظم النفط من إيران، التي جددت خط الائتمان للدولة السورية لهذا الغرض في أيار الفائت”.
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة “كومير سانت” الروسية تقريراً أكدت فيه أنه “قبل اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، كانت البلاد تنتج نحو 380 ألف برميل من النفط يومياً، وكان 250 ألف برميل منها يستهلك محلياً، والباقي يُصدّر، الآن انخفض الإنتاج، حيث تقع أكبر حقول النفط السورية في شرقي البلاد وتسيطر عليها القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة”.
وتعتبر أبرز عوامل نقص الوقود في سوريا، هي خروج أهم الحقول النفطية عن سيطرة الدولة السورية، حيث أكدت الخارجية السورية مؤخراً أن آخر الإحصائيات تقدّر الخسائر المباشرة لاعتداءات القوات الأمريكية على الأراضي السورية بقيمة بلغت 25,9 مليار دولار أمريكي، وكذلك سبق أن أكدت وزارة النفط السورية نقص التوريدات النفطية التي تصل إلى سوريا، حيث قال سابقاً وزير النفط السوري بسام طعمة: “يجب أن يكون هناك انتظام في التوريد ليتم حل الأزمة”، مشيراً إلى أن إنتاج النفط بلغ نحو 14.5 مليون برميل بمتوسط إنتاج يومي 80.3 ألف برميل المسلم منها 14.2 ألف برميل يومياً إلى المصافي وسرقة ما يصل إلى 66 ألف برميل يومياً من القوات الأمريكية من الحقول المحتلة في المنطقة الشرقية.
يشار إلى أن مصادر حكومية خاصة أفادت مؤخراً لـ”أثر” بأن “المرحلة المقبلة بالتأكيد ستشهد انفراجات واضحة في المشتقات النفطية في البلاد”، متوقعة أنّ “ذلك سيكون مع بداية العام المقبل ولن يطول ذلك كثيراً والمسألة هي مسألة أيام لا أكثر”.