أثر برس

ليست الأولى وإنما بداية لمرحلة جديدة.. كيف قرأت التحليلات العربية والغربية والعبرية زيارة الرئيس الأسد إلى لإمارات؟

by Athr Press Z

وصفت بعض التحليلات زيارة الرئيس بشار الأسد، أمس الأحد إلى الإمارات أنها “بداية لحقبة جديدة” على الرغم من أنها لا تُعد اللقاء السوري- الإماراتي الأول الذي يحصل، إلا أن بعض التسريبات والتحليلات أشارت إلى ارتباطها بالتقارب بين دمشق والرياض التي أبدت مؤخراً نشاطاً ديبلوماسياً واضحاً في المسار السياسي السوري، سواء بالتصريحات السعودية أم بحضور الملف السوري في معظم اللقاءات التي تجريها السعودية مع مسؤوليين ودبلوماسيين عرب وأجانب، وكان آخرها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، بالرياض في 13 آذار الجاري.

الزيارة السورية الرسمية إلى أبو ظبي والاحتفاء الإماراتي بالرئيس الأسد وعقيلته والوفد المرافق له، كانت عنواناً عريضاً في وسائل الإعلام العربية والأجنبية والعبرية، حيث نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية: “تمثل الزيارة استمراراً في تحسن العلاقات بين سوريا والدول العربية الأخرى، بعد أكثر من عقد من تعليق الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية المكونة من 22 دولة عضوية دمشق”.

ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية:

“من الواضح أن الدولة السورية تعتقد أنها تعود إلى دورها السابق في المنطقة، بعد عقد من الحرب، فدمشق باتت تشعر بالثقة مرة أخرى” مضيفة أنه “ستتم مراقبة رحلة الرئيس الأسد هذا الأسبوع عن كثب في المنطقة، من الواضح أن العلاقات بين أبو ظبي ودمشق تمثل أولوية لكلا البلدين، وقيام الرئيس الأسد بثلاث رحلات إلى الخليج، بما في ذلك زيارة إلى عمان، يوضّح أن سوريا باتت ترى أنها تستطيع تأمين العديد من الأشياء التي تحتاجها من المنطقة، كما أن استقبال دمشق مرتين لابن زايد في دمشق هذا العام يظهر مدى التقدم الذي يتم إحرازه” مشيرة إلى أنه “قد تكون لعلاقات سوريا الجديدة مع مختلف الدول المستقرة مساراً خاصاً بها تماماً دون أي تأثير على الوجود الإيراني في سوريا”.

ولفت موقع قناة “الحرة” الأمريكية إلى أن “زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات تأتي بعدما أعلنت إيران والسعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى”، مشيرة إلى أن “الجمهورية الإسلاميّة والسعوديّة تعدّان أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليميّة”

وكذلك نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية: “تأتي زيارة الرئيس السوري في وقت تشهد العلاقات السورية – السعودية مزيداً من الدفء، في ظلّ توجّه الرياض المعلَن إلى الانفتاح التدريجي على دمشق، والذي تؤدي الإمارات وسلطنة عمان دور الوساطة في إتمامه، وتسهم متغيّرات دولية عدة في تسريع وتيرته، أبرزها عودة العلاقات السعودية – الإيرانية بوساطة صينية. كما تأتي وسط تقرّب مزيد من الدول العربية من سوريا، آخرها مصر وتونس التي أعلنت رفْع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في دمشق إلى وضعه الطبيعي”، مضيفة أنه “تُنبئ نظرة إلى طبيعة الوفد الحكومي الذي رافق الرئيس الأسد، والذي ضمّ وزيرَي الاقتصاد والإعلام، بالأهداف الاقتصادية الواضحة للزيارة، في ظلّ رغبة أبو ظبي في المشاركة في عمليات إعادة الإعمار، والانخراط في مشاريع استثمارية عدة، ومن هنا، تعدّ الزيارة متمّمةً للاتفاقات التي وقّعتها دمشق مع موسكو قبل أيام”.

وفي سياق ارتباط الزيارة السورية إلى الإمارات بالتقارب السعودي- السوري، نقلت وكالة “فرانس 24” عن أستاذ العلوم السياسية والخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قوله: “إن أبوظبي مقتنعة إلى جانب عدد من الدول العربية أن الوقت حان للتصالح مع الرئيس الأسد ورؤية سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية”، مضيفاً أن “الإمارات تقود جهود المصالحة مع أعداء الماضي وتحويلهم إلى أصدقاء الغد”.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة “الاتحاد” الإماراتية مقالاً بعنوان “ثقافة الاختلاف السياسي” للكاتب علي راشد النعيمي، قال فيه: “لا ينبغي أن نحول خلافاً على المستوى السياسي إلى خلاف بين الشعوب يتحول إلى صراعٍ لا يمكن إدارته أو السيطرة عليه، وبالذات في عصرنا هذا، حيث تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في التأثير بالشعوب، وتأجيج مشاعر الجماهير، وتحديد مواقفها وتوجهاتها السياسية، وإذا خرج الخلاف عن السيطرة بإدارة واعية له، فإنه يفتح آفاقاً لزعزعة الاستقرار وتشكيل مهددات للأمن الوطني والعبث بالثوابت المتوافق عليها، مما قد يفتح باباً للمتربصين أو للآخر باستهداف المصالح العربية واستغلال هذا الاختلاف، بما يخدم أجندة تعمل على تمزيق العرب وتفريقهم واستغلال اختلافاتهم”، مضيفاً أنه “علينا أن نتعلم أن أزمات الماضي جزء من تاريخ ذهب، فلا ينبغي علينا أن نعيش تلك الأزمات ونرهن مستقبل أوطاننا بأزمات قد تجاوزها الزمن، ولذلك فقد ما نختلف عليه اليوم قد يكون هو سبب لتوافقنا غداً”.

بعد إعلان زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات، توجهت الأنظار نحو السعودية، حيث أفادت بعض التسريبات الصحفية باحتمال إعادة فتح مبنى القنصلية السعودية في دمشق قريباً، وزيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي إلى العاصمة السورية، بوصف أنه بات من المعروف أن الإمارات ومنذ بداية 2023 تؤدي دور الوساطة بين دمشق والرياض، الأمر الذي برز واضحاً عندما أجرى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، فور عودته من زيارته التي أجراها إلى سوريا في كانون الثاني من العام الجاري.

أثر برس 

اقرأ أيضاً