أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” عن قلقها العميق إزاء صحة ورفاه ملايين الأطفال خلال عام 2021 المقبل، في الدول والمناطق التي تعاني من أزمات إنسانية حادة مثل اليمن وذلك في ظل سوء التغذية المتزايد وجائحة كورونا المميتة والتي غيرت وجه العالم.
وتوقعت اليونيسيف أن يبلغ عدد الأطفال الذين سيعانون من سوء التغذية الحاد عام 2021، ما يقارب الـ 10.4 مليون طفل في اليمن ودول أخرى مثل: “الكونغو الديمقراطية وشمال نيجيريا ومنطقة وسط الساحل وجنوب السودان”، وذلك في حال ما لم يتم التحرك العاجل لتجنب تفاقم المعاناة.
من جهتها، المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، قالت: “بالنسبة للبلدان التي تعاني من عواقب النزاعات والكوارث وتغير المناخ، حوّلت جائحة كوفيد19 أزمة التغذية إلى كارثة وشيكة.. تكافح العائلات بالفعل لإطعام أطفالها وهم الآن على شفا المجاعة، لا يمكننا السماح بأن يكونوا الضحايا المنسيين لعام 2020”.
أرقام مقلقة.. اليمن: صرخة لضمير الإنسانية:
يعيش اليمن أوضاعاً سيئة، إذ أن “التحالف العربي” الذي تنضوي في صفوفه عدد من البلدان العربية وتقوده السـعودية، يشن منذ شهر آذار عام 2015، غارات على مناطق متفرقة في اليمن، بذريعة محاربة “الحوثيين”، الأمر الذي أودى بحياة آلاف اليمنيين جلهم من الأطفال والنساء وسط انتشار مرض الكوليرا والأمراض المعدية والمجاعة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية.
وأضحى واقع الطفولة في اليمن صعباً وقاسياً بعد 6 أعوام من الحرب، حيث أكدت الأمم المتحدة في وقت سابق، أن اليمنيين يشهدون أسوأ أزمة إنسانية في العالم، موضحة أن ما يقارب من 80% من إجمالي السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وذكرت الأمم المتحدة مراراً، أن حوالي مليوني طفل في اليمن بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد، من بينهم 360 ألفاً معرّضون لخطر الموت.
وكانت الصحة اليمنية، قد لفتت مسبقاً، إلى أن عدد الأطفال دون الخامسة من العمر المصابين بسوء التغذية بلغ قرابة 2 مليون طفل بينهم 400 ألف طفل بحالة حرجة و12 ألف طفل فقدوا حياتهم.
وكذلك أصدرت الصحة اليمنية في شهر تشرين الثاني الفائت، وتحديداً في اليوم العالمي للطفولة، بياناً أكدت فيه أن 2643 طفلاً قضوا بقصف الطيران السعودي المباشر، فضلاً عن وجود 4205 جريح.
بدورها، منظمة الصحة العالمية، أفادت قبل أسابيع، بأن نحو 9 ملايين طفل يمني مهددون بفقدان إمكانية الوصول للخدمات الصحية الأساسية.
من جهته، المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان، قال في شهر تشرين الأول الفائت، خلال زيارة إلى القاهرة: إن “4 من كل 5 أطفال في اليمن بحاجة إلى مساعدة إنسانية وبدون هذه المساعدة فإنهم يواجهون مخاطر سوء التغذية والمرض والموت”.
كما خلفت الحرب آثاراً نفسية كارثية على أطفال اليمن، إذ بيّن أحد الأطباء المختصين بالصحة النفسية، وفقاً لصحيفة “رأي اليوم”، أنه تم رصد ارتفاع مخيف في معدلات الأمراض النفسية كالقلق والخوف والاكتئاب والإدمان وانتكاس الحالات المرضية السابقة بفعل العدوان، خاصة الأطفال، الذين لُوحظ تأثير أصوات القصف والصواريخ عليهم، وإحساسهم بالرعب، ما أدى إلى ارتفاع حالات القلق في أعمار صغيرة مع التبول الليلي وتدهور المستوى الوظيفي وانعزال الطفل “الانطواء والانكفاء والتوحد” وعدم قدرته على النوم في الليل.
وأطلقت اليونيسف قبل أسابيع، نداء من أجل الحصول على 2.5 مليار دولار لتقديم المساعدة الطارئة المنقذة للحياة لنحو 39 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2021، ويهدف هذا النداء إلى إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية للأطفال ومواصلة الاستجابة للاحتياجات الهائلة الناشئة عن جائحة كورونا، موضحة أن 12 مليون طفل يمني، يحتاج للمساعدة وهو ما يمثل تقريباً، العدد الكلي لأطفال اليمن.
ويعمل نحو مليون ونصف المليون طفل في اليمن، حسب منظمة العمل الدولية، من بين 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، علاوةً على أن أزمة كورونا حولت الأزمة اليمنية إلى كارثة إنسانية.
وكانت اليونيسف قد أعربت عن قلقها الشديد من هذه الأرقام، مشيرةً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى انعدام الأمن المتواصل، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، ومحدودية الوصول للخدمات الأساسية للأطفال وأسرهم الضعيفة.