خاص || أثر برس خلصت نتائج مؤتمر الأمن الغذائي والتنمية المستدامة الذي عقد في جامعة دمشق أمس، إلى ارتفاع نسبة الأسر الفقيرة، وغير الآمنة غذائياً في سوريا من 30% عام 2019، إلى 56% عام 2020، بحسب ما كشفت عميد كلية الهندسة الزراعية الدكتورة عفراء سلوم.
وعن أسباب ارتفاع النسبة تشرح الدكتورة سلوم خلال المؤتمر الذي حضرته مراسلة “أثر برس”، أن الحرب وانخفاض الإنتاج الزراعي، وتقلص المساحات الخضراء، هي أولى الأسباب.
السعي للقضاء على الجوع:
انطلق المؤتمر الذي تقيمه كلية الزراعة بجامعة دمشق ومركز ضمان الجودة بالتعاون مع الشريك العلمي والاستراتيجي EMBS ، تحت عناوين مهمة في مجال الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، وهذا الشريك هو أول أكاديمية متخصصة بالهندسة الإدارية، والتي تعد وكيلاً للمعهد العربي لعلوم الصحة والسلامة المهنية في سوريا.
وخلال المؤتمر أشارت د.سلوم، إلى أن سوريا تعمل على تأمين المواد الغذائية بحكم أنها بلداً زراعياً، مضيفة: “لكن هل السكان قادرين على الحصول على الغذاء، وهل قادرين على استخدامه استخداماً صحياً”.
وتابعت د.سلوم مشيرة إلى ماهية الأمن الغذائي وأبعاده الأربعة (توفر الغذاء، والحصول عليه، والاستقرار والاستخدام، وآثاره)، كارتفاع نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً، وانخفاض قيمة الإنتاج الزراعي، ونسبة المساحة المخصصة للزراعة المنتجة والمستدامة.
وأشارت د.سلوم للمعوقات التي تواجه تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتمثل بالقضاء على الجوع، ومنها ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل حاد، خاصة الأسمدة والمحروقات، وضعف القدرة على استخدام التقنيات الحديثة ذات التكلفة المرتفعة، وهجرة الفلاحين من الريف بسبب تداعيات الحرب.
تقليص فقدان الأغذية وهدرها:
رئيس قسم الإنتاج الحيواني في كلية الزراعة الدكتور حسين محاسنة بيّن أنه مع استمرار نمو السكان ستكون هناك حاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود والشراكات لزيادة الإنتاج الزراعي بشكل مستدام، مع العمل على تقليص فقدان الأغذية وهدرها، منوهاً بأحقية كل شخص بالحصول على طعام صحي ومغذٍّ، بعيداً عن الجوع، وعن سوء التغذية.
المهندسة إسراء حمدان من شركة EMBS تطرقت إلى أهمية المؤتمر في التقاء الشركات الصناعية مع المنظمات غير الحكومية وزيادة الوعي بموضوع سلامة الغذاء وآفاقه ومحاور التنمية المستدامة.
أبحاث للنهوض بالتنمية المستدامة:
1- حبر صديق للبيئة:
مراسلة “أثر” التقت عدداً من الباحثين في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، ومنهم: الباحثة المهندسة وئام محمد، حيث أوضحت لـ “أثر” أن بحثها تحت عنوان: “طباعة مستدامة وصديقة للبيئة باستخدام هباب الفحم والألوان النباتية”، حيث تم أخذ هباب الفحم (الناتج عن عمليات الاحتراق للمواد الكربوهيدرائية مثل الفحم والنفط والوقود)، الذي يمكن استخدامه ومعالجته بمواد وطرق معينة للحصول على حبر مستدام وصديق للبيئة، كما يمكن استخراج الألوان من النباتات ومعالجتها واستخدامها كحبر اقتصادي.
وتحدثت عن ميزات الحبر، إذ وصفته بأنه صديق للبيئة ومستدام، يعمل على تحفيز الاستثمار في اقتصاد الكربون، مع تحويل هباب الفحم من عبء على البيئة إلى فائدة اقتصادية، مقاوم للماء والمواد الكيميائية، ويتميز بسرعة جفاف عالية، ودقة كبيرة بالطباعة، وبعد استخدامه على الطابعات النافثة للحبر، كانت النتيجة ممتازة من حيث المواصفات والتكلفة والاستدامة.
وأضافت أنه تم استخدام هذا الحبر للطابعات والنتيجة كانت رائعة، منوهة بأنه يتم السعي للحصول على براءة اختراع للمشروع بعد تلقي الدعم اللازم للانطلاق والتوسع به، كونه مشروع اقتصادي ومستدام، خاصة أنه كمواد لا يوجد صعوبة بتأمينها، ناهيك عن أنه يخفف عبء عن البيئة.
2- تدوير النفايات وجعلها ذات قيمة:
الباحثة المهندسة مرح عزام طالبة ماجستير دراسات عليا في كلية الهندسة الزراعية، كان بحثها بعنوان “تأثير تدوير النفايات العضوية بوساطة التحلل اللاهوائي في الاستدامة البيئية”، أكدت لـ “أثر” أن تراكم النفايات العضوية يستوجب إيجاد طرائق حديثة للتعامل معها، لذلك ظهر مفهوم تدوير النفايات.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير له نشره بتاريخ 14 آذار 2024، قال إن حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.
ويعزى هذا التدهور في الأمن الغذائي إلى أسباب عدة، من بينها اعتماد البلاد الشديد على الواردات الغذائية، بعدما كانت تتمتع باكتفاء ذاتي في إنتاج الغذاء في الحقبة الماضية، فضلاً عن آثار الحرب لإضافة إلى الدمار الذي خلفته الزلازل التي ضربت سوريا.
لينا شلهوب – دمشق