وسط انخفاض حدة التهديدات التركية ميدانياً وسياسياً بخصوص شن عملية عسكرية شمالي سوريا، نقل موقع “المدن” المعارض عن مصادره أنه بعد الجولة 18 لاجتماعات أستانة، أبلغت تركيا فصائلها شمالي سوريا بتأجيل عمليتها العسكرية في شمالي سوريا إلى “أجل غير مسمى”.
وقالت المصادر المعارضة: “إن ذلك قد يكون نتيجة تفاهمات جديدة تم التوصل إليها بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) لمسار أستانا”.
وأشارت المصادر إلى عدم وجود أي استعدادات على الأرض من قبل فصائل أنقرة على الأقل، لافتاً إلى أن “فصائل المعارضة غارقة في صراعاتها الداخلية التي لم يكن لتتفجر على هذا النحو لولا تأجيل العملية إلى أجل غير مسمى”.
ويتزامن الحديث عن تأجيل العملية التركية، مع اشتباكات عنيفة يشهدها ريف حلب بين فصائل أنقرة، تسببت بدخول مسلحي “جبهة النصرة” إلى نقاط في الريف المذكور، حيث علّق المحلل السياسي الكردي والذي ينحدر من مدينة عفرين التي تسيطر عليها تركيا، على هذه الاشتباكات بقوله: “تحظى الاشتباكات الأخيرة بين فصائل الجيش الوطني بخصوصية مهمة لأسباب عدّة، على رأسها توقيت الاقتتال الذي جاء في خضمّ مساعي أنقرة المحمومة سياسياً وعسكرياً لإطلاق عمليتها الميدانيّة الجديدة في الشمال السوري، بالإضافة إلى دخول هيئة تحرير الشام بشكل علنيّ لأول مرة إلى قرى عفرين”، مشيراً إلى أن أهم ثمار هذه الاشتباكات هي دخول مسلحي “النصرة” إلى قرى في عفرين، أما الثمرة الأخرى فترتبط بحسب حدو بفرضية “صرف الأنظار عن تعثّر العملية العسكريّة التركيّة”، لافتاً إلى أن تركيا بحاجة إلى “فبركة هكذا اقتتال لإخفاء حرجها أمام قادة فصائل لا تملك القدرة (أو الجرأة) أساساً على مناقشة الخطط التركية والاعتراض عليها”.
يشار إلى أنه منذ إعلان تركيا عن نيتها بشن عملية عسكرية شمالي سوريا، أعربت العديد من الجهات عن رفضها للخيار العسكري، ليؤكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد بن زاده، في العشرين من حزيران الجاري، مؤخراً أن “العلاقات الإيرانية-التركية جيدة وبذلنا جهوداً كبيرة لإدارة الخلافات في الملف السوري”، وبدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في اليوم ذاته، أن موسكو تواصل مساعيها كي تتخلى أنقرة عن إجراء عملية عسكرية في شمالي سوريا، وقال: “نواصل عملنا معهم، آمل بالتوصل إلى اتفاق سياسي ودبلوماسي”.