بعد انتهاء زيارة الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين إلى تركيا، والتأكيد على مناقشة الملف السوري بالتفصيل بين الجانبين، برزت تصريحات جديدة للمسؤولين الروس والأتراك بشأن العملية العسكرية البرية التي أعلنت أنقرة مراراً عزمها على تنفيذها ضد الوحدات الكردية شمالي سوريا.
وفي هذا الصدد، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، اليوم الإثنين، أنّ “روسيا تواصل إقناع الجانب التركي بعدم البدء في العملية البرّية في سوريا، مؤكداً أنّ هناك نجاحات تتحقّق”.
وقال بوغدانوف في تصريحٍ صحافي: “إنّ الاتصالات مستمرّة إلى حين البدء في العملية البرّية مما يعني أنّ هناك نجاحات، وسنبقى على اتصال”، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسيّة.
من جهته، صرّح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، في وقتٍ سابق من اليوم، بأنّ “هناك احتمال بعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سوريا، على الرغم من أنّ أنقرة لم تقدم مثل هذه التأكيدات”.
وفي السياق نفسه، علّقت صحيفة “الأخبار” اللبنانية على تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الأخير بشأن العملية العسكرية البرية المحتملة الذي قال: “إنها مسألة تقنية وتكتيكات وحسابات”، ورأت الصحيفة أن “تصريح آكار أنبأ بتمهّل تركي، أملاً بتحصيل مكاسب على طاولة الحوار السياسية، بدلاً من خوض غمار حرب من شأن الخسائر المرافقة لها أن تؤدي دوراً حاسماً، ربّما لغير مصلحة الرئيس رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في شهر حزيران من العام المقبل”.
وكان أردوغان أكّد في اتصالٍ هاتفي مع نظيره الروسي بوتين أمس الأحد على “أهمّية تطهير المنطقة الحدودية مع سوريا حتى عمق 30 كيلومتراً من الإرهابيين، وفق اتفاق سوتشي”، مشدداً أن “وحدات حماية الشعب الكردية تواصل نشاطها الانفصالي في شمالي سوريا وهجماتها الإرهابية على تركيا”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي وقتٍ سابق، كشف مصدر تركي رسمي مطّلع على الاجتماعات التشاورية التركية – الروسية التي اختُتمت في إسطنبول الجمعة الماضية، عن “عرض تقدّم به الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين إلى الوفد التركي الذي رأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال بشأن حل الأزمة في الشمال السوري”، بحسب ما نقلته قناة “الجزيرة”.
وعرض الوفد الروسي على نظيره التركي انسحاب مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية– قسد” بأسلحتهم من منبج وعين العرب مع الإبقاء فقط على القوات الأمنية “الأسايش” على أن يجري دمجها بالجهات الأمنية التابعة للدولة السوريّة لاحقاً.
وبينما أكّد الجانب الروسي موافقة “قسد” على الانسحاب، وأعلنت ذلك في اجتماعات عقدتها مع الروس في الأسبوعين الماضيين مشترطةً منع تركيا من تنفيذ الهجوم البري، فإن المصدر التركي الرسمي أفاد بأنّ الجانب التركي لم يعطِ موافقته بعد.
أثر برس