اتخذت الحكومة التركية منذ يومين قرار تصنيف “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاءها)” في قائمة “الإرهاب”، بعدما استمرت بتقديم الدعم لها لسنوات، حيث أكد محللين أن تركيا لن تستطيع منع عملية إدلب إذا بقيت “النصرة” لأن وجودها مخالف لاتفاق “أستانة”، وبعد إصرار الأخيرة على رفض حل نفسها، اتخذت تركيا هذا القرار حتى لا تكون مشجعة على الإرهاب ومخالفة لقرارات “أستانة”، لكن ماذا وراء هذا القرار؟ وهل ستتخلى تركيا فعلاً عن “النصرة”؟
صحيفة “الحياة” السعودية كشفت حقائق عما يدور وراء كواليس هذا الخبر، فقالت:
“الخطوة التركية تعني أن جهود أنقرة في حل الهيئة ودمجها مع بقية الفصائل تتقدم، وما جرى يعني أن التيار المتشدد ذا التوجه القاعدي، بدأ بمغادرة صفوف الهيئة بعد إعلانها منظمة إرهابية، ما يفتح المجال أمام فصل جغرافي لمناطق وجود الهيئة، تتبعه خطوات أخرى بالتنسيق مع روسيا والبلدان التي ينتمي إليها المسلحون الأجانب”.
كما كشفت صحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية عن أعمال تقوم بها الاستخبارات التركية مع قادة “النصرة”، حيث ورد فيها:
“في الواقع، أفادت مصادر عسكرية في سوريا أن الاستخبارات التركية تقوم حالياً بعمل مكثف جداً مع القادة الميدانيين للجماعات المتطرفة التي تدخل في عداد “هيئة تحرير الشام”، من أجل إقناع الإرهابيين بحل أنفسهم، الإرهابيون في إدلب ليسوا على استعداد حتى للدخول في مفاوضات مع ممثلي دمشق، فكيف بحل أنفسهم، معظمهم عازمون على القتال حتى النهاية، لذلك يحاول المبعوثون الأتراك القيام بمهمة مستحيلة عملياً، وتحاول تركيا بكل شكل ممكن الاستمرار في السيطرة على الجيب الإسلامي في إدلب، لكن من المستبعد أن تتمكن من ذلك دون قتال”.
أما “الوطن” السورية فبررت السبب الذي دفع أنقرة لاتخاذ هذه الخطوة، قائلة:
“ركب أردوغان حصان محاربة الإرهاب وتسربت معلومات عن نيته القضاء على تنظيم “جبهة النصرة” بعد اعترافه بأنه تنظيم إرهابي، ما يعني أن الرئيس التركي قد حسم أمره بالتوجه شرقاً نحو روسيا وإيران كمقدمة لتصويب العلاقات مع سوريا وذلك بعد سنوات من اتباعه سياسة اللعب على الحبال والانتقال من حضن إلى آخر، والتي أدت به إلى الانتقال من إخفاق إلى آخر، فبعد أن وصل إلى مرحلة صفر أصدقاء، في منطقتنا جراء دعمه للإرهاب تسليحاً وتمويلاً ومروراً، جاءته المكافأة من دونالد ترامب عندما فرض على بلاده عقوبات أضافت أزمات جديدة وأدت إلى تهاوي الاقتصاد التركي”.
فإن كانت تركيا ترغب بإدراج اسم “الهيئة” على قائمة الإرهاب لإلغاء العملية العسكرية على إدلب، فهذا أمر حسمه وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، الذي أكد يوم أمس خلال مقابلة أجراها مع قناة “روسيا 24” أن جميع الجهود التي تبذل لإيقاف عملية إدلب ستبوء بالفشل، لكنه من الواضح أن أنقرة بدأت تُخفض سقف أحلامها وهي الحفاظ على احتلالها لمدينة عفرين شمالي سوريا، بالرغم من الحديث عن استمرار العملية العسكرية إلى مابعد إدلب.