أثر برس

ماذا لو استعادت القوات السورية السيطرة على مدينة سراقب؟

by Athr Press R

خاص أثر || رضا توتنجي

تتجه الأنظار السياسية والمنصات الإعلامية بشكلٍ عام إلى مايجري في مدينة عفرين السورية متجاهلةً ما يجري على باقي الجبهات السورية التي قد يكون لها تأثير على واقع المعارضة في ظل التطورات الميدانية المتسارعة وخصوصاً في مركز الثقل الأساسي بإدلب ومحيطها.

فبالتوازي مع بدء الحوار في مدينة سوتشي الروسية والتي قاطعتها معظم فصائل المعارضة على الأرض، بعد المحاولات الأميركية للسيطرة على مسار المفاوضات وعدم السماح للروس بالهيمنة على المفاوضات السورية، قام الطيران الحربي الروسي يوم أمس وبالتزامن مع بدء الحوار في سوتشي بشن عشرات الغارات الجوية على مدينة سراقب وخان السبل وغيرها من بلدات ريف إدلب الشرقي مستهدفاً مراكز ومعاقل “جبهة النصرة” وفصائل معارضة هناك.

غارات الطيران الحربي الروسي يوم أمس جاءت بعد تهديدات روسية لفصائل المعارضة التي رفضت حضور مؤتمر سوتشي مهددةً إياهم بالحل العسكري في حال تم مقاطعة المؤتمر وهو ماحدث.

تلك الضربات الجوية جاءت بالتوازي مع تحشدات عسكرية للقوات السورية في مناطق الحاضر وقرية أبو الظهور حسب ما أفادت به مصادر إعلامية معارضة، ما يشير إلى عملية عسكرية للقوات السورية وبتغطية جوية وسياسية روسية باتجاه مناطق سيطرة المعارضة  والتي ممكن أن تكون وجهتها مدينة سراقب التي تقابل تلك التحشدات  والتي تعتبر أحد أهم معاقل “جبهة النصرة” والفصائل الجهادية في الريف الإدلبي.

ماذا لو سيطرت القوات السورية على مدينة سراقب

تعتبر مدينة سراقب القلب الحيوي لريف إدلب الشرقي خصوصاً ومناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا عموماً، لموقعها الأستراتيجي الذي يربط معظم بلدات ريف إدلب حيث تقع شمالها مدينة تفتناز وبنش وآقس، وجنوبها تل مريدخ وخان السبل أما من جهتها الغربية فتقع مدن سرمين والنيرب وصولاً إلى مدينة إدلب، وفي حال تمت السيطرة على مدينة سراقب فستقطع طرق الإمداد والربط والدعم بين كل المدن والبلدات التي ذكرت والتي تعتبر أحد أهم مواقع المعارضة و”جبهة النصرة” منذ سنوات، وبالتالي ستخسر “جبهة النصرة” وحلفائها آخر معاقلها الحقيقية على الأرض السورية.

خسارة فصائل المعارضة لآخر معاقلها الحقيقية على الأرض السورية سينهي أهمية وجودها في جلسات الحوار والمفاوضات، وهو ما تريد روسيا الوصول إليه بعد فشلها في السيطرة على موقف فصائل المعارضة المسلحة وهو ما جرى في سيوتشي مؤخراً، ما يشير إلى أن العملية المذكورة ستكون بموافقة روسية كاملة ما ينهي إمكانية إيقافها بالضغوط السياسية.

القوات السورية تستهدف رتل عسكري تركي في العيس

ضجّت مواقع معارضة ورسمية سورية بخبر استهداف رتل تركي أمس كان يتحرك نحو بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، حيث رأى عدد من المراقبين بأن السبب الحقيقي لتوجه الرتل إلى تلك المنطقة هو محاولة تركيا إقناع فصائل المعارضة التي تقوم بنقلها لتقتحم مدينة عفرين، بأن القوات السورية لن تتقدم إلى تلك المناطق التي تعتبر بلدات معظم مقاتلي المعارضة الذين يدخلون إلى تركيا من لواء اسكندرون لمساعدة القوات التركية من شمال وغرب مدينة عفرين لإبعاد ما تسميه بـ”الخطر الكردي” عن حدودها.

وجاءت تلك الخطوة بعد حالة من التذمر لدى مقاتلي المعارضة هناك من السياسة التركية التي تطلب منهم العمل في مدينة عفرين، بالمقابل القوات السورية تتقدم وتستعيد السيطرة على نصف المساحة الخاضعة لفصائل المعارضة و”جبهة النصرة” هناك، لذلك لجأت الحكومة التركية لوضع نقاط تثبيت تقنع تلك البيئة بأن القوات السورية لن تتقدم إلى عمق الريف الإدلبي والحلبي.

إلا أن الاستهداف الذي قامت به القوات السورية قد يكون خير دليل على أن التماس هناك لن يبقى على ما هو، فهل ستستكمل القوات السورية عملياتها هناك وخصوصاً بعد قيامها بقطع خط السكة في مدينة الحاضر، وعدم الإلتفات لاتفاقات أستانة وسط تغطية سياسية وجوية روسية؟

أم أن الجانب الروسي سيعمد إلى تهدئة الجبهات لتجنب إحراج الجانب التركي مع فصائل المعارضة في ظل عملية “غصن الزيتون” التي لم تحقق أهداف حقيقية على الأرض؟

اقرأ أيضاً