أثر برس

ماذا يجري خلف كواليس ريال مدريد؟

by Athr Press M

أصبح الفارق بين ريال مدريد وغريمه برشلونة سبع نقاطٍ في صدارة ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم، فارق شاسع لم يكن أشدّ المُتشائمين في العاصمة مدريد وأكثر المُتفائلين في إقليم كاتالونيا يتوقّع حصوله بعد خمس جولات فقط من البطولة، مُحصّلة كارثية للفريق الملكي على ملعبه تحديداً حيث لم يحقّق أيّ فوز مُكتفياً بالتعادل أمام فالنسيا وليفانتي، لتأتي الخسارة الصادمة أمام ريال بيتيس أمس وتكمل المشهد المُفاجىء للمدريديين وحتى لخصومهم.

ما الذي يحصل مع الريال؟ سؤال مُحيّر طبعاً إذ إن من تابع الملكي في مباراتيه أمام غريمه “البرسا” في كأس السوبر واللتين حقّق فيهما الفوز بمجموع 5-1 مع أداء رائع سيُصدم للواقع الحالي لفريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي كانت كل التوقّعات، انطلاقاً من كأس السوبر وسيطرته المحلية والأوروبية في ختام الموسم الماضي والعناصر المتواجدة في تشكيلته، تشير إلى أنه سيكتسح خصومه دون هوادة في هذا الموسم.

صحيح أن البعض ذهب بعد التعادلين أمام فالنسيا وليفانتي إلى أن الريال دخل المُنافسات باستعلاء مُستخفّاً بخصومه، وهذا ما أدّى إلى تعثّره وهذا ممكن، غير أنه بعد الخسارة أمام ريال بيتيس فإن الأمور تختلف وتقود إلى أن ثمة أخطاء ارتُكِبت.

ما بدا واضحاً في المباراة الأخيرة أن الريال لم يكن سيّئاً في الملعب، حيث إن لاعبي زيدان سيطروا على المباراة وهاجموا وصنعوا 26 فرصة أمام المرمى إلا أن كلها ذهبت أدراج الرياح من دون استغلالها، وهنا يجدر القول أن الريال أخطأ بعدم ضمّ مهاجم على مستوى عالٍ بإمكانه التسجيل من أنصاف الفرص على غرار مثلاً الصفقة المميّزة التي أبرمها مانشستر يونايتد الإنكليزي في الصيف بحصوله على المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، خصوصاً ألا بديل للفرنسي كريم بنزيما المُصاب والذي بدوره حقّق بداية مُخيّبة قبل إصابته، حيث بدا جلياً تراجع مستواه، هذا من دون التقليل طبعاً من شأن البديل بورخا مايورال الذي ينتظره مستقبل واعد على ما أظهر في المباراة أمام ريال سوسييداد التي سجّل فيها هدفاً، إلا أنه لا يزال في سن صغيرة (20 عاماً) ويمكنه الآن أن يكتفي بدور البديل.

كذلك، لا بدّ من التوقّف عند عودة نجم الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد غياب منذ بداية الموسم بسبب عقوبة الإيقاف لدفعه الحَكَم في مباراة ذهاب السوبر، حيث إن هذه العودة كانت مُخيّبة وتمثّلت بإهدار “الدون” 12 فرصة أبرزها في الدقيقة 50 بمواجهة المرمى من تمريرة عرضية للويلزي غاريث بايل، فضلاً عن إصراره الدائم على التسديد بنفسه في مواقع كثيرة كان يمكن له أن يتعاون مع زملائه، وهذا يقود طبعاً إلى أن رونالدو كان مُستميتاً بأية طريقة قبل قيادة فريقه إلى الفوز لتسجيل الأهداف لتقليص الفارق مع غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجّل حتى الآن 9 أهداف في “حربهما” الجانبية.

كما أن أحد الأسباب التي أدّت إلى الخسارة يتمثّل في الخطأ الفادح الذي ارتكبه زيدان بمخاطرته الهجومية قبل حوالى 20 دقيقة من النهاية بإدخاله مايورال وماركو أسينسيو بدلاً من البرازيلي مارسيلو الذي تعرّض للإصابة والكرواتي لوكا مودريتش حيث خلت الجهة اليسرى لمارسيلو، وهذا ما أسهم في تلقّي الهدف إذ إن الكرة رُفِعت من تلك الجهة.

القول بأن ريال مدريد في أزمة، هذا غير صحيح على الإطلاق والدليل الفوز على فريق قويّ مثل ريال سوسييداد في معقله 3-1، ما هو متوقّع أن يعالج زيدان هذه الثغرات والتفاصيل حتى لا يتكرّر نزيف النقاط، إذ إن فارق 7 نقاط عن برشلونة بعد 5 جولات فقط يبدو كبيراً جداً، لا مجال للاستهتار والخطأ أمام ريال مدريد بعد الآن.

اقرأ أيضاً