شغلت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الرأي العام العربي، لا سيما التوقيت الذي جاءت فيه هذه الزيارة، حيث أكدت العديد من الوسائل الإعلامية على اختلاف مرجعياتها السياسية على أن الميدان السوري بات يتحول لمصلحة القوات السورية، إضافة إلى التحول الذي فرض على الموقف الأمريكي، فاعتبرت بعض الوسائل أن روسيا ستحاول قدر الإمكان أن تستلم ما أُجبرت أمريكا على تركه، وهنا يمكننا استعراض بعض الآراء التي وردت في الوسائل الإعلامية حول هذه الزيارة وخلفياتها.
حيث جاء في برنامج “ماوراء الخبر” على قناة “الجزيرة” حديث مع رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية أندريه كورتونوف قال فيه:
“إن الهدف الأبرز من هذه الزيارة هو سياسي، فروسيا باتت مضطرة لإثبات أنها داعمة لإيران أن روسيا ترى إيران جزء من الحل، لكن هذا لا يمنع أن روسيا تختلف مع إيران بخصوص “إسرائيل” فهي بالنسبة لروسيا بلد لدينا فيه آلاف المواطنين الروس، وهي شريك مهم لروسيا في جميع النواحي لا سيما الأمنية”.
أما موقع “النشرة” اللبناني فنشر مقال جاء فيه:
“ليس سراً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” زار روسيا في أيلول الماضي حيث طلب بإلحاح من القيادة الروسية التي تربطها بالقيادة الإسرائيليّة علاقات تعاون تاريخيّة، منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة عسكريّة لها سيسعى بوتين خلال مُحادثاته في طهران إلى إقناع المسؤولين الإيرانيّين بوُجوب تقديم بعض التنازلات في الملفّ السوري، بهدف الحفاظ على المُكتسبات، كما أن بوتين سيطلب من طهران عدم إنشاء أيّ قواعد جويّة أو صاروخيّة لها أو لحلفائها في سوريا لعدم تهديد أمن فلسطين المحتلة”.
بينما موقع “العهد” الإخباري اهتم بالجانب الإيراني في هذه الزيارة فقال:
“تأتي زيارة بوتين إلى طهران بعدما أثبتت إيران أنها دولة تحترم حلفاءها ويحترمونها بدورهم، وتتعامل معهم بسياسة الند، تقارع الاستكبار وأدواته وليس لها حدود في الصمود والتطور وتتكامل في كل عناصر الدولة القوية”.