فرضت المتغيرات الميدانية في الجبهة الجنوبية السورية التي يبدو أنها تتجه لصالح القوات السورية، على وسائل الإعلام المعارضة والعبرية الحديث عن التبعات التي يمكن أن تلحق بهم في حال استمرت القوات السورية بالتقدم، كونهم يواجهون عدو مشترك لفصائل المعارضة والكيان الإسرائيلي، كما اهتمت بعض الصحف الغربية بالحديث عن الأذى الذي لحق بالمدنيين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق نتيجة الاقتتال بين فصائل المعارضة.
وجاء في موقع “عنب بلدي” المعارض:
“القيادي العسكري في “هيئة تحرير الشام” أبو حذيفة الشامي، قال إن الفصائل العسكرية رصدت تحركات لحلفاء القوات السورية على محاور مثلث الموت وفي منطقة تلول فاطمة ومدينة خان أرنبة، ومن المتوقع شنها حملة على المنطقة، لكن الهدف والتوقيت غير واضح حتى اليوم، وتعتبر المنطقة بالنسبة لفصائل المعارضة خط أحمر، حيث أوضح الشامي أن استعادة النظام للسيطرة عليها وخاصة تل الحارة، يعني انهياراً في منطقة الجيدور والعودة إلى السنوات الأولى للثورة التي كان النظام قادراً فيها على قصف أي منطقة بالمدفعية”.
وعند الحديث عن الجنوب السوري لا بد من ذكر الغوطة الشرقية، فصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية تحدثت عن وجهة نظرها من الحرب السورية وأشارت إلى الحالة المأساوية التي يعيشها مدنيي الغوطة الشرقية نقلاً عن طبيبين فرنسيين، فجاء فيها:
“يبدو أن المجتمع الدولي قد هزل أمام هذا الحجم الهائل للعنف، وأصبحت الحرب في سوريا تقدم بوصفها صراعاً معقداً يصعب فهم تداخل قضاياه الجيوسياسية، فكيف بحلها، وبالنسبة للغوطة الشرقية فناشد طبيبان فرنسيان في رسالة وجههوها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون المجتمع الدولي للعمل من أجل الإجلاء الفوري للذين يعانون الأمرين، وتمكين المنظمات من إيصال المساعدات الإنسانية من أدوية وأغذية إلى السكان المحاصرين”.
فيما عبرت صحيفة “هآرتس” العبرية عن قلقها من هذه المتغيرات الميدانية في الجنوب السوري، حيث قالت:
“الجيش السوري وحلفاؤه الذين يعملون بالتنسيق معه يسيطرون الآن على 70 في المئة من مساحة الدولة ومعظم سكانها يقعون الآن تحت سيطرتهم، يمكن أن تحدث في جنوب الدولة قرب الحدود مع إسرائيل، النظام يريد السيطرة مجدداً على منطقة الحدود مع لبنان في المداخل الشمالية في جبل الشيخ، لمواجهة يمكن أن تكون أكثر صعوبة لأن نجاح النظام في مناطق أخرى جعل مئات المتمردين يهربون إلى الجولان، فقط في فرع داعش الذي يسيطر على جيب في جنوب الهضبة قرب مثلث الحدود مع إسرائيل والأردن هناك حوالي ألف مقاتل”.