تتواصل الضغوطات الدولية على الولايات المتحدة بعد قرارها الأخير بإعطاء الضوء الأخضر للقوات التركية باجتياح أراضي الشمال السوري، حيث كشف مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن اتفاق بين فرنسا والولايات المتحدة على تكثيف الاتصالات في ما يحيط بعملية تركيا العسكرية ضد “الوحدات الكردية” شمال سورية.
وقال المكتب الرئاسي: “إن ماكرون شدد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة على ضرورة إنهاء الهجوم التركي على شمال سورية بأقرب وقت”.
وأضاف قصر الإليزيه بحسب ما نقلت وكالة “رويترز“: “ستنسق فرنسا والولايات المتحدة عن كثب في الأيام المقبلة”.
وكان الرئيس الفرنسي قد دعا تركيا فور بدء عملية توغلها في شمال سورية يوم الأربعاء الماضي إلى إنهاء هجومها في أسرع وقت.
إلى ذلك نشرت “الإدارة الذاتية الكردية” بياناً في صفحتها على “فيسبوك” جاء فيه أنه “بسبب الاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال وشرق سورية والاستهتار بحياة المدنيين، حدثت موجات نزوح كبيرة جداً تسببت في إفراغ مدن بكاملها من سكانها، حيث بلغ مجمل عدد النازحين 191069 نازحاً حتى منتصف ليل الجمعة 11/10/2019”.
وأضافت أن نزوح السكان في موجات متتالية امتد من منطقة ديريك في أقصى الشرق وحتى كوباني في الغرب، مع غياب شبه تام للاستجابة الإنسانية بعدما أوقفت المنظمات الدولية أنشطتها وسحبت موظفيها الأساسيين.
في حين سخر ناشطون من بيان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والذي قال فيه عبر موقع وزارة الخارجية الأمريكية: “ننسق مع العديد من الحكومات، وسوف أتحدث مع زملائي الأوروبيين اليوم السبت”، مضيفاً أن “حماية الأكراد أمر هام وصائب، والولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق ذلك”، واصفين البيان بأنه لا يرتبط بالمجريات على الأرض.
وكان قد أعلن أردوغان يوم الأربعاء عن بدء عملية عسكرية في شمال سورية تحت مسمى “نبع السلام” بهدف القضاء على الوحدات الكردية وسط حالة من الرفض والاستنكار العربي والدولي لم تترجم حتى الآن بأي إجراء سياسي أو عسكري فعال، في ظل استمرار القصف التركي الذي خلف عشرات الضحايا في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال.