مباراة قمة الوصافة في الدوري الإنكليزي الممتاز التي تجمع مانشستر سيتي ضد ليستر سيتي على ملعبه “الاتحاد” اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة الـ 18 حيث يسعى الفريقان إلى حصد الانتصار لتقليص الفارق مع ليفربول الذي يحلّق في صدارة الترتيب.
“حان الوقت لنقول وداعاً”، بهذه الكلمات علا صوت أندريا بوتشيلي في ملعب “كينغ باور” يوم توّج ليستر سيتي بالدوري الإنكليزي الممتاز عام 2016. تتويج أجبر الجميع على الوقوف والتصفيق “للثعالب” على الموسم “الأسطوري”. بعد ذلك رحل أبرز لاعبي الفريق، وبقي جيمي فاردي هدّاف “البريميرليغ” حتى الآن (16 هدفاً).
لم يكن ذلك العام وقت وداع ليستر، عاد ليستر بعد ثلاث سنوات لينافس على اللّقب برغم أن ليفربول يحلّق في الصدارة، ولكن ليستر باحتلاله المركز الثاني في الوقت الراهن يعدّ منافس “الريدز” الأقرب على اللّقب، حيث يبتعد بفارق 10 نقاط عن المتصدر، وبفارق 4 عن ملاحقه في المركز الثالث مانشستر سيتي.
وفي الجولة الـ18 من “البريميرليغ” يحلّ “الفوكسز” ضيوفاً على مدينة مانشستر، حيث يستقبل السيتي (35 نقطة) على ملعبه “الاتحاد” ليستر (39 نقطة)، في مباراة يمكن اعتبارها واحدةً من أهم مباريات الموسم الحالي، حيث يسعى الفريقان إلى تقليص الفارق مع متصدر الترتيب ليفربول.
ليستر رودجرز النسخة الأفضل
برغم أن الموسم الذي توّج فيه ليستر سيتي بلقب الدوري هو الأحسن للفريق منذ تأسيسه، إلّا أن ليستر برندان رودجرز أفضل من ليستر كلاوديو رانييري، الذي فاز بـ”البريميرليغ”، الأرقام حتى الجولة الـ17 تقول ذلك، في موسم 2015-2016 نجح ليستر في تحقيق 11 انتصاراً، تعادل 5 مرات وخسر مرة واحدة.
أما ليستر هذا الموسم، فانتصر 12 مرة وخسر مرتين وتعادل 3 مرات، ولكنّ السؤال ما الذي يجعل ليستر هذا الموسم أفضل؟ استطاع برندان رودجرز أن يخلق التوازن في الفريق سواء هجومياً أو دفاعياً، فقد سجل ليستر حتى الآن 40 هدفاً، وهو ثالث أقوى هجوم بعد مان سيتي وليفربول توالياً، بينما تلقت شباكه 11 هدفاً فقط، وهو ثاني أقوى دفاع في أوروبا بعد باريس سان جيرمان وستاد ريمي الفرنسيين (9 أهداف).
هذه الأرقام أفضل من أرقام ليستر الذي توّج بالدوري، وليس تقليلاً من قيمة إنجاز ليستر، لكنّ الفرق الكبرى في ذلك الموسم لم تكن كما هي اليوم، ليفربول لم يكن ليفربول بطل أوروبا مثلاً.
وفي حال انتصار الثعالب في مباراة مانشستر سيتي ضد ليستر يعني تقليص الفارق بينهما إلى نقطة واحدة، ولكنّ ذلك لن يؤثر في مركز الوصافة، إلّا أنّ الضّيف في ملعب “الاتحاد” سيخسر فرصة لتقليص الفارق مع المتصدر إلى 7 نقاط، ويمكن اعتبار الأسابيع المقبلة لـ “ليستر” مفصلية في مسار المنافسة على الدوري وملاحقة ليفربول، لأن مباراته في “البوكسينغ داي” ستكون أمام “الريدز” على ملعبه، ويسعى ليستر إلى العودة إلى سكة الانتصارات بعدما تعادل في مباراته الأخيرة أمام نوريتش سيتي (1-1).
بيب ولعنة الموسم الرابع
عندما يكون مدربك واحداً من أفضل المدربين في العالم لا شك أن الأضواء ستبقى مسلطةً عليه، ومن دون قصد يخطف بيب غوارديولا الأضواء من لاعبيه، فهو من يتصدر العناوين دائماً.
يعيش السيتي مع مدربه اليوم واحداً من أسوأ المواسم، حيث يعاني الفريق كثيراً في خطه الخلفي نتيجة للإصابات التي تعرض لها المدافعون، وعلى رأسهم إيميريك لابورت.
يمثّل الموسم الرابع عقدة لدى بيب، إذ يتراجع مستوى فريقه على نحو مفاجئ، وهذا ما حدث فعلاً مع برشلونة وبايرن ميونيخ، يعيش الإسباني الحالة نفسها اليوم، السيتي الذي لا يقهر خسر الكثير من النقاط، الأمر الذي جعله يركض خلف المتصدر ليفربول بفارق 14 نقطة.
أظهر السيتي شخصية قويةً في المباراة الماضية أمام أرسنال أنهاها 3-0، وضعف أرسنال لا يقلل من قوة السيتي، ولكن لا يمكن اعتماد مباراة أرسنال معياراً لقياس عودة السيتي إلى رشده، في تلك المباراة ظهر دي بروين متوهجاً وسيطر السيتي على كل شيء، ولكن ما بين أرسنال وليستر لا وجه للقياس، ليستر أفضل ولديه وسط ملعب صلب قادر على الحدّ من خطورة السيتي، لا بل إيقافها.
من المحتمل أن يدخل بيب المباراة بالتشكيلة نفسها التي واجهت أرسنال في الجولة الماضية (4-3-3)، مع احتمال غياب دافيد سيلفا وسيرجيو أغويرو، فيما يستمر غياب ليروي ساني (قطع في الأربطة).
لم يخسر مان سيتي في آخر 5 مواجهات أمام ليستر إلا في كانون الأول من العام الماضي، وفاز في الـ 4 مباريات الأخرى، ولكن هذه المرة ستكون مختلفة، كتيبة بيب يجب أن تكون متأهبة لمواجهة نسخة متطورة من ليستر، حيث نجح الفريق في آخر 4 مباريات خارج ملعبه، مسجلاً 17 هدفاً، فيما تلقى هدفاً واحداً فقط.
انتصار ليستر يعني استمراره في ملاحقة ليفربول، أما خسارة السيتي، فتعقّد عليه الأمور في موسم لم يعرف فيه الفريق الثبات، بينما يترقب في شهر شباط من العام المقبل مباريات صعبة، من ضمنها ريال مدريد، وربما أمنيات ليفربول المتصدر لهذه المباراة ستكون تعادل الخصمين.